منذ أكثر من 45 عاماً، يجسد النظام الإيراني نموذجاً صارخاً للنظام التخريبي، إذ كرس سياساته لتصدير الفوضى وزرع الإرهاب في المنطقة، من خلال زعزعة الاستقرار، وتأجيج النزاعات الطائفية، وتغذية الانقسامات بين الشعوب، ولولا تدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، لكان من الممكن أن تنعم دول مثل لبنان وسوريا واليمن بمستويات متقدمة من التنمية والاستقرار على الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية،
هذا النظام القمعي أثبت، مراراً وتكراراً، أنه لا يرحم حتى أبناء شعبه، فكيف ينتظر منه أن يكون رحيماً أو عادلاً تجاه شعوب المنطقة؟
إننا نقف بوضوح إلى جانب الشعب الإيراني الصديق، الذي يرزح تحت وطأة القمع والاستبداد، ونميز تماماً بينه وبين نظام دموي لا يملك شرعية أخلاقية ولا مستقبل سياسي في هذا العالم المتغير.
أربعة عقود مضت، والنظام الإيراني يسوق شعبه إلى هاوية العزلة والتخلف، ويبدد ثرواته في مغامرات عبثية خارج حدوده، على حساب كرامة المواطن الإيراني ومعيشته، وعلى حساب روح الأمة الإيرانية التي تستحق الحياة والحرية والكرامة.
وكما يقول المثل...."الظالم يبتلى بظالم أشد منه"، يبدو أن ما نشهده اليوم من تصعيد في الصراع بين إيران وإسرائيل، يعد منعطفاً خطيراً، لكنه أيضاً يكشف عن بداية النهاية لحلم إيران النووي، ويوحي بتلاشي أي احتمال لاتفاق مستقبلي مع الولايات المتحدة حول مشروع القنبلة النووية.
لقد بلغ العبث ذروته باغتيال العلماء الذين عملوا على مشروع "الكعكة الصفراء"، في وقت تترك فيه مقاليد الأمور بيد متشددين يعبثون بالدين ويتسترون به.
الكعكة الصفراء..عنوان لأربعة عقود من ضياع الحياة والكرامة في إيران، حيث لا يزال الإنسان هو الضحية الأولى والأخيرة...!!
✍️ ناصر العبيدي