إنقاذ شعب الجنوب من معاناته ضرورة حياتية

2025-07-31 19:32

 

إن الوضع المعيشي والخدمي لشعب الجنوب قد وصل ذروة المعاناة لأسباب ليس أقلّها تدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار وانهيار الخدمات العامة وانقطاع خدمة الكهرباء، لحج لليوم الثامن حتى كتابة هذه الأسطر بدون كهرباء ومعها الماء، وترنُح صرف المرتبات راتب الشهرين يصل في شهر على ضآلتها.

 

أغسطس على الأبواب والموظفون لم يستلموا راتب شهري يونيو/يوليو، فضلًا عن غياب الوظيفة العامة واتساع رقعة البطالة وتدهور مستوى دخل الفرد حيث وصل ما دون مستوى خط الفقر، غالبية الأسر صارت تأكل وجبة واحدة في اليوم (روتي وشاي أحمر) العجزة والمرضى يخرجون من منازلهم يفترشون الأرض ويلتحفون العراء بحثًا عن نسمة هواء بسبب انقطاع الكهرباء (مجاعة مخيفة ووضع مؤلم).

 

إن إنقاذ شعب الجنوب من كارثة إنسانية معيشية وخدمية لم يبق بعدها غير فتح المقابر الجماعية يتطلب حلولًا ومعالجات عاجلة منها!

 

إيداع كل الإيرادات والعائدات من كل مصادرها وبمختلف مسمياتها إلى البنك المركزي أولًا بأول، لاسيما وقد صدر عن البنك تصريح أن 147 مؤسسة/إدارة حكومية لا تودع إيراداتها البنك.

 

إعادة الاعتبار للعملة المحلية قياساً بأسعار الدولار لعقلنة أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والعلاجات وغيرها من متطلبات العيش والحياة، وإعادة الاعتبار لأهم المرتكزات السيادية/ الاقتصادية والإيرادية والخدمية وإعادتها إلى سابق عهدها: ميناء عدن كأحد أهم الموانئ العالمية الاستراتيجية كان مشهودًا له ذات يوم، قبل إخراجه عن جاهزيته. استمرار تشغيل مصافي عدن وإيصالها إلى كامل طاقتها التشغيلية المعهودة وتمكينها من ممارسة نشاطها وخدماتها وتحريرها من أي مظاهر عبث وفساد واحتيال إن وجدت.

 

إعادة تشغيل المحطة الكهروحراية بالحسوة وبما يمكنها من الإسهام والتخفيف من معاناة الناس من انقطاعات الكهرباء

 

توفير البيئة الجاذبة للاستثمار وتفعيل/ إنشاء هيئة الاستثمار ورفدها بالقيادات المؤهلة، والمتفانية في تأدية الواجب وتأمين متطلباته، طالما كان المستثمر لا يمكن له أن يرمي بماله مالم يكون قد اطمئن على سلامته وسلامة استثماراته في ظل بيئة آمنة وخالية من تعرضه للفساد والابتزاز والإتاوات ومبايعة الفاسدين، وكذلك توفير المشاريع الواعدة ومساحات ومتطلبات البنية التحتية وكل ما من شأنه تشجيع المستثمرين.

 

إنشاء/ تفعيل الأجهزة الرقابية والمحاسبية لكشف قضايا الفساد والعبث والاحتيال على المال العام وتقديمها للقضاء ليقول بالفاعلين كلمة الشرع والقانون والكل أمام القانون سواسية.

 

تشكيل حكومة مؤهلات وكفاءات وتخصصات بدلاً عن المناصفة/المحاصصة والتمثيل بعد ان ثبت عجزه وفشله وإيصال الناس إلى ما وصلوا إليه، وأي معالجات أخرى وفي مصفوفة واحدة وفي سياق حلول ملموسة تأتي أكلها في الواقع الملموس وتكمل بعضها بعضًا.

 

حشد الدعم الدولي والإقليمي بما فيه الدول المنظمات المانحة، وبدون كل ذلك سيظل شعب الجنوب أسيرًا لمعاناته ومهيئ للموت للبطيء والمقابر الجماعية.