تريم تنتفض

2025-08-09 20:39

 

المظاهرات التي تشهدها مدينة تريم منذ أيام قد لا تمثل حالة استثنائية أو نادرة ، فهي ليست سوى حالة من بين حالات الغضب الشعبي العام الذي تشهده، وينبغي أن تشهده كل محافظات الجنوب احتجاجًا على تدهور الأحوال المعيشية للناس في ظل استفحال الفساد وتنامي حالة الفقر والتجاهل الرسمي لمعاناة أبناء الجنوب الذين تعبث بمواردهم عصابات الفساد والتسلط ومغتصبو الحقوق بقوة السلاح والغزو المتواصل منذ العام ١٩٩٤م.

عصابات الغزو التي تتحكم في وادي وصحراء حضرموت بقوة السلاح لم يرق لها أن يخرج الناس ليتظاهروا مطالبين بحقوقهم بالوسائل السلمية ، لذلك اختارت منهاجها المألوف وهو القتل والاعتداء وترهيب المواطنين المحتجين سلميا كما هي عادتها منذ العام ١٩٩٤م.

تقول الأنباء المتداولة أن هناك شهيدين وعدد من الجرحى وأكثر من ٣٥ معتقلي تم احتجازهم على خلفية هذه الفعالية السلمية وهو ما يضع السلطات المحلية والفعاليات السياسية والاجتماعية في محافظة حضرموت ومديريات الوادي والصحراء على وجه الخصوص أمام مسؤوليتها في التصدي للانتهاكات التي تمارسها قوات المنطقة العسكرية الأولى مواصلة لنهجها الذي لم تتوقف عنه من قدومها ليلة ٧/ ٧ ١٩٩٤م.

العجيب والغريب أن الذين يتحكمون بأرواح أهالي حضرموت ويحصون عليهم أنفاسهم وحركاتهم وسكناتهم قومٌ هاربون من ديارهم الواقعة تحت سلطات جماعة الحوثي ولم يجرؤوا على توجيه طلقة رصاص واحدة في اتجاه الذين يحتلون ديارهم وينتهكون اعراض أهلهم

لكنهم "أسود عند ابناء حضرموت نعامات عند سيدهم الحوثي" .

لم يتعلم هؤلاء من هزائم الطغاة الذين تتلمذوا على ايديهم فيعتقدون أن الرصاص وحده هو من يهزم الإرادات الحرة ولم يتعظوا ولن يتعظوا من سبقهم في التكبر والوحشية والطغيان.

حلف قبائل حضرموت بقيادة عمرو بن حبريش يُنتَظَر منه موقفاً صارماً وحازماً ليبرهن انه عند مستوى التحديات التي يفرضها عليه موقعه كزعامة جهوية وقبلية تعبر عن آلام وآمال ابناء حضرموت

برقية

موقع المصدر أون لاين الذي كان أحد أهم المواقع الداعمة للثورة الشباب السلمية عام ٢٠١١م نشر خبرا نقلا عمن أسماها اللجنة الامنية بوادي حضرموت يقول فيه

إن قطع الطريق في مديرية تريم "تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة جراء تلف عدد كبير من البضائع والسلع المملوكة للمواطنين، كما تسببت في تذمر عام نتيجة تعذر تنقل السكان إلى أعمالهم ومصالحهم في المديريات المجاورة".

ذكرني هذا الخبر بما كانت تنشره صحف الميثاق و٢٦ سبتمبر أثناء ثورة الحراك الجنوبي السلمي والثورة الشبابية السلمية حينما كانت هذه الوسائل الإعلامية وشقيقاتها تصور الباطل حقا والحق باطلاً، فسبحان مغير الاحوال واللغة والمفردات والمواقع.