بعد استقلال الجنوب في نهاية نوفمبر عام ١٩٦٧م عين البيض وزيراً للدفاع في أول حكومة مصغرة شكلها، طيب الذكر، الرئيس قحطان محمد الشعبي ،وكان المفروض أن يعمل من موقعه كوزير للدفاع من أجل استقرار البلاد الخارجة لنوها من استعمار بريطاني دام 129 عاما ،لكن الرجل أبى إلا أن يثير الفوضى مع شلة متمردة من المراهقين ،مطالبا بالتأميم والاقصاء والتصفيات الجسدية!
وراح يتخذ قرارات دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية ، إذ قام بطرد المستشارين العسكريين الانجليز ،وهو ماكانت تريده إنجلترا ،لتتحلل من أية التزامات عليها تجاه البلاد التي احتلتها امدا طويلاً ،فلاتسلحها،ولاتدفع لها مبلغ ٦٠مليون جنيه استرليني مايعادل مائة مليون دولار ،كان ذلك المبلغ حينها يعادل مليار دولار اليوم.
لم يعمل البيض على استقرار الجنوب منذ أن انخرط في الجبهة القومية.
لقد عارض البيض الرئيس قحطان الشعبي ،بحجة أنه يميني رجعي ،ولم يهدأ له بال حتى تمت إطاحة الرئيس الذي كان خطؤه الوحيد أنه حمى البيض والتيار المعارض له من يد قواته المسلحة ،ثم أنهم بعد إسقاط الرئيس ذبحوا بعضهم بعضاً ،و تشردوا ،ونجا هو من موت محقق ،لينفذ المؤامرة التي حيكت ضد الجنوب باسم تحقيق الوحدة اليمنية.
بعد تسع سنين من انقلاب ٢٢يونيو ،سيعارض البيض سالمين ،لأنه حاد عن نهج البقرة الحمقاء ، انحرف عن نهج الثورة.وفي اجتماع المكتب السياسي يوم ٢٦يونيو عام ١٩٧٨م كان متحمساً لقرار إعدام سالمين وجاعم صالح،وعلي سالم لعور.
وبعد أقل من عام ونصف أيضاً سيعارض عبدالفتاح اسماعيل.ثم
بعد ست سنين عارض علي ناصر محمد ،ايضا بنفس الحجة ألا وهي الميل عن خط الثورة!
وبعد أربع سنين سييلم البلاد لعفاش.وسيعلرضه ،لكن هذا كان مستعداً لاحتمالات معارضته.
طيب مادمت ستسلم البلاد لآل الأحمر ،وعلى رأسهم الشيخ عبدالله ،وهؤلاء ليسوا يساريون تقدميون ،لماذا ثرت على قحطان ،وعلى سالم ربيع ،ثم علي ناصر.
ماذا كنت تريد بالضبط يارجل ؟
ألا ترى بانك وشلة من يفترض أنكم يسار تقدمي ضللتمونا عشرين عاما ،وخلال هذه المدة تقاتلتم ،حتى لم يبق منكم إلا أنت ،ولانك غير قادر على تحمل المسؤولية سرعان ما سلمت بلدنا!
وسرعان ماتراجعت عن فعلتك بعد أن ألقيت بقواتنا المسلحة بل بشعب بريء من افعالك في التهلكة.
واليوم هأنت ذا تريد أن تبرىء نفسك من أخطاء اقترفت وشاركت فيها.
فتقول فيما يفترض أنه مذكراتك ،انك كنت ضد إقالة سالمين لكنك لم تقل إنك ضد إعدامه.
وتقول أن علي ناصر اعدم مطيع مع أن مطيع اعدم بموافقتكم جميعا بناء على تقرير ملفق من وزارة أمن الدولة.
اليوم تريد أن تبرىء نفسك من افعالك أو تحاول التخفيف منها شأنك شأن علي ناصر ،مع فرق أن علي ناصر أعترف بانه يتحمل المسؤولية مع آخرين.
حقيقة إذا وصلت مقالي هذا اريدك أن تجيبني على هذا السؤال:(ماذا كنت تريد بالضبط ؟)