في التجارب الماضية كان الإخوان يحكمون بلادا أو ينافسون على حكم بلاد، لكن الذي كان يميز وضعهم في تلك البلدان هو الآتي:
1- فشل سريع
2- احتلال أجنبي
3- سلطة جزئية وليست مطلقة
4- يمثلون المعارضة الثائرة والمتمردة
5- يرفعون شعارات الجهاد ضد الاستعمار
في الأولى يحيلون فشلهم للمؤامرات الغربية والعلمانية والشيوعية والكفار والانقلابات العسكرية...إلخ
وفي الثانية يحيلون فشلهم للاحتلال وعدم تمكنهم، بل يكتسون عواطف الجمهور باستعداء الأجانب
وفي الثالثة يتحججون بأن السلطة المطلقة ليست لهم
في الرابعة يقولون لو حكمنا سنغير الوضع
في الخامسة الحل في الجهاد ورفع راية الدين.
بالنهاية: يجدون مخارج منطقية لفشلهم تقنع الناس، أو تقنع عناصرهم على الأقل، و يغطون على عدم وجود البرنامج أو فقدان الحد الأدنى من السياسة فضلا عن الدين والعلم الشرعي.
في سوريا الوضع مختلف
1- هم لم يفشلوا بسرعة والتجربة ممتدة وستمتد
2- الاحتلال الأجنبي توسع بسببهم
3- السلطة المطلقة لهم
4- ليسوا معارضة
5- تخلوا عن شعارات الجهاد والتغيير
بالنهاية: التجربة ممتدة، وكلما امتدت كلما تنهار الأسس التي قامت عليها الجماعات بالكامل، بحيث تفقد عناصرهم الحماس لها وتعتبر تلك الأسس شعارات مزيفة من الماضي تستوجب المراجعة والتغيير.
والضربة الكبرى ظهور حقيقة الإخوان والجماعات أمام الشعوب أنهم لا يؤمنون بالجهاد الحقيقي الذي يعني رفع الظلم، ولكنهم يؤمنون بالجهاد الذي يعني القتل والإبادة الجماعية والمجازر الطائفية والاغتيالات والذبح..إلخ، ومثل هذا التحول يفقدهم حواضنهم الشعبية التي بنوها في 80 عاما الماضية.