شبوة برس – خاص
في توقيت سياسي دقيق، جاءت زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة الروسية موسكو، لتفتح بابًا واسعًا من التساؤلات حول أبعادها ودلالاتها في ضوء الحسابات الروسية تجاه الجنوب العربي واليمن.
الخبير الروسي دنيس كوركودينوف، رئيس المركز الروسي الدولي، قدّم قراءة تحليلية تناولها محرر "شبوة برس"، أكد فيها أن موسكو تنظر إلى الجنوب العربي باعتباره محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في معادلات الأمن الإقليمي والتجارة الدولية، خاصة مع موقعه المطل على خليج عدن وباب المندب، الذي يمثل شريانًا حيويًا للملاحة بين الشرق والغرب.
وأوضح كوركودينوف أن لروسيا تاريخًا طويلًا من العلاقات السياسية والعسكرية مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل وحدة 1990، وأن هذا الإرث يمنحها قاعدة واقعية لإعادة بناء حضورها في المنطقة، خصوصًا في ظل التنافس الدولي المتصاعد على البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وبحسب ما أورده كوركودينوف، فإن موسكو تتعامل مع الجنوب العربي باعتباره قوة منظمة وذات شرعية سياسية وشعبية، يمكن التعويل عليها في أي تسوية قادمة، كما أن روسيا تنتهج سياسة "الجسور لا المحاور"، ما يجعلها قادرة على التواصل مع مختلف الأطراف اليمنية دون انحياز حاد لأي منها.
وأشار الخبير الروسي إلى أن زيارة الزُبيدي إلى موسكو تحمل رسائل متعددة الاتجاهات، أولها للداخل الجنوبي لتأكيد حضور القيادة على الساحة الدولية، وثانيها للقوى الإقليمية والدولية بأن الجنوب العربي رقم لا يمكن تجاوزه، وثالثها لموسكو ذاتها بأن الجنوب منفتح على شراكة قائمة على المصالح المتبادلة واحترام السيادة.
ويخلص دنيس كوركودينوف في تحليله إلى أن روسيا تدرك أن الاستقرار في اليمن لن يتحقق دون حل منصف للقضية الجنوبية، وأن زيارة الرئيس الزُبيدي قد تمثل نقطة تحوّل في مسار الانفتاح الروسي على الجنوب، بما يعزز موقع موسكو كفاعل رئيسي في معادلة التسوية القادمة.
بقلم: دنيس كوركودينوف – رئيس المركز الروسي الدولي