على من نثور؟ الفاسدون ينهبون الوطن ويدّعون إصلاحه

2025-11-05 09:31
على من نثور؟ الفاسدون ينهبون الوطن ويدّعون إصلاحه
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – ياسر محمد لعسم

على من نثور؟ الفاسدون يصنعون خرائب الوطن ويكتبون وصفات إصلاحه.. نعيش تحت وطأة الجوع والإذلال بينما النخبة تعيش البذخ وتوزع الاتهامات

 

في نص شديد الصراحة والمرارة يسأل الكاتب ياسر محمد الأعسم سؤالاً يبدو صارخاً وبسيطاً في آن واحد: بعد أن نهب الفاسدون ثروات البلاد وهدروا كرامة الناس، على من نثور؟. يذكر الأعسم أن المسؤولين أنفسهم، بملذاتهم وبؤسهم وفسادهم، هم من يضعون خطط "إصلاح" بلدٍ أفقرّوه وأحرقوا آمال مواطنيه.

 

قال الكاتب إن معظم أسر عدن طبقة عاملة كادحة كانت تعتمد على رواتبها الشهرية في حفظ كرامتها وتدبير شؤونها، وأضاف أن أكثر من تسعين بالمئة من الموظفين أصبحوا اليوم بلا رواتب، ومعظمهم بلا مصدر دخل بديل. وأوضح أن النتائج مريعة: أسر مسحوقة، حياة يومية تضيق حتى بتفاصيل الطعام والشراب، والزواج من الاحتياجات الأساسية صار رفاهية بعيدة، أما الكهرباء فـ"تزورهم بالساعة" والماء بـ"القطارة"، وإذا مرضوا فقد يموتون في بيوتهم لأن النظام الصحي لا يقوى على الاستجابة.

 

وصف الأعسم فئة صغيرة من النخبة بأنها تمثل أقل من عشرة بالمئة من المجتمع: رؤساء ووزراء ومسؤولون كبار وأسرهم وذووهم ومتنفذوهم الذين يعيشون تحت ظلال الخصوصية والوصاية مستفيدين من موارد البلاد، بينما الملايين من الناس يسحقهم الفقر والقهر. وأضاف أن الساسة يزينون سلطتهم بصور الأبراج والمولات والجولات، ويصورون ذلك نهضة وتنمية، في حين أن الواقع على الأرض يعكس حالة انهيار مستمر في مستوى المعيشة.

 

ورغم التشكيك في قدرة البعض على حمل الأمانة، عبّر الكاتب عن تقديره لصراحة محاولات رئيس الحكومة بعد منحه صلاحيات الرئاسة، معتبراً أن صدق النوايا لا يضمن النجاح لكنه يبقى أملاً ضئيلاً في وسط ظلام واسع. وتساءل الأعسم باستياء عن صمت الشارع وخضوعه، وقال إن بعد كل ما يحدث من نهب وإذلال، يحق أن يسأل المواطن: لماذا لا نثور؟.

 

ختم الكاتب منشوره بتحذير من أن السؤال قد يتغير بتغير الوقائع، لكنه أبقى جوهره واحداً: على من نثور؟. يطرح النص مسؤولية جماعية وأخلاقية للرد على سطوة الفساد واستعادة الحقوق والكرامة المسلوبة.