قلما يعجز المواطن البسيط عن وضع التقديرات الأولية للمشهد العام في البلاد وفي الخصوص، محيطه وحاضنته التي يلتف حولها، اليوم هناك تغييرات في جدول القضية الجنوبية، التي في مجملها العام قضية متكاملة الأركان، والعناصر ومليئة بالشواهد المؤيدة لها للنجاح و كسب النتيجة.
وفي الخصوص، جنوب القضية تغيرت مساراته و انعدمت دوافعه من الأسس والمعايير التي كان يمكن أن تعزز من حضورها في أروقة الأمم ككل، والداخل على وجه الخصوص، اليوم يتحدث الناس عن مدى قوة القضية الجنوبية في مسارات العملية السياسية وهي على عتبات التحولات في المنطقة العربية، التبدل في المواقف السياسية والاقتصادية والثقافية التي انعكست بشكل أو بآخر على الواقع كحركة لم تنفك تتوسع فجواتها.
وبالعودة إلى المواطن الذي أيضا تغيرت حالاته وتبدلت أحواله في الجنوب من سيء إلى أسوأ الأمر الذي خلق لديه نظرة أوسع و أعمق عن ذي قبل، وهي مع ما تحمله من تحديات كبيرة و صعبة، بل ومتعثرة.
المواطن لم يعد ينتظر من المحيط به دورًا من القائمين على حكمه، لأنه فقد الرشد فيها والحكمة والمسؤولية، فالهوة واسعة وشاسعة. نعم لكل حصان كبوة، لكنه قادر على النهوض مرة تلو الأخرى بما يحمله من إيمان حقيقي بعدالة قضيته ورؤيته السديدة التي يجب أن يتم تصويبها التصويب السليم والصحيح، اليوم أحوج ما نكون أكثر من ذي قبل لتقييم نقطة البدء والعثور على مكامن الخلل وتحديد بؤر العثرات وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال الهروب منها أو التخاذل في المواقف، بل علينا معا مشتركين صناعة قرارها وحوكمته ونزع مركزيته خصوصًا في المحافظات الكبرى للجنوب التي لن تكون إلا بهويتها عربية جنوبية لا غير.
فقط علينا إيجاد الصيغ البديلة التي تمنح لا تسد و تتجاوب معها لا تتغافل. هذا هو الحراك المطلوب اليوم الذي يجب أن نمنحه من دواخلنا الصورة الأمثل التي تفتح آفاقا جديدة مختلفة وليس علينا أن نكرر الأخطاء، فالاستغراق في الاستطلاع مضيعة للوقت.