وجع الرواتب المؤجلة.. شعب ينتظر الفرج وسلطة تبحث عن ثرواتها

2025-11-20 14:04
وجع الرواتب المؤجلة.. شعب ينتظر الفرج وسلطة تبحث عن ثرواتها
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

في مشهد بات أقرب إلى الإهانة اليومية لشعبٍ أنهكته الأزمات، يقف المواطن الجنوبي اليوم أمام أبواب الرواتب المعلقة منذ أشهر، فيما السلطة اليمنية ومن يمثلها في عدن وما حولها تنشغل بغير هموم الناس. لا اعتذار، لا تفسير، ولا حتى محاولة لتمرير بارقة أمل، وكأن الجوع والصبر والانكسار أصبحت قدَرًا مكتوبًا لهذا الشعب وحده.

 

يتابع محرر "شبوة برس" على ما يتداوله الشارع من غضب متصاعد تجاه هذا العبث، حيث تتراكم الأسئلة ولا يأتي جواب. لماذا يموت الناس على أبواب الراتب بينما مسؤولو الشرعية اليمنية يعيشون في نعيم الفنادق ورواتب الإعاشة وشبكات الامتيازات؟ لماذا يُطلب من الموظف أن يصبر، بينما من بيده القرار لا يعرف معنى الصبر ولا مرارة الحاجة؟

 

تؤكد المتابعات أن صمت السلطة ليس مجرد تجاهل، بل سياسة قائمة على تعميق الإحباط وترك المواطن ضحية لانتظارٍ طويل لموعدٍ لن يأتي. فمن يديرون هذه الحكومة لا يرون في الوظيفة مسؤولية، بل بابًا لتوسيع الثروة وتثبيت النفوذ، حتى ولو كان الثمن جوع الناس وذلهم.

 

وفي ظل هذا الانحدار الأخلاقي، تتراجع كل القيم التي تربط الحاكم بشعبه. لا نخوة، لا خجل، ولا حتى محاولة لإظهار الحد الأدنى من الإنسانية. شعبٌ يعيش على راتبٍ واحد، وسلطة تتكاثر حساباتها البنكية، وتتوزع امتيازاتها من تحت الطاولة. وبين الطرفين يقف الجنوب وحيدًا، يطارد لقمة العيش في زمن لا يرحم.

 

إن تنصل الحكومة اليمنية من مسؤولياتها تجاه الرواتب لن يبقى مجرد قضية مالية، بل بات عنوانًا لسلطة انهارت أخلاقيًا قبل أن تفشل إداريًا. ومع كل يوم يمر بلا راتب، يتضح أن انتظار الفرج من هذه المنظومة يشبه انتظار معجزة في زمنٍ بلا معجزات.