شتاء الغضب

2025-11-28 23:11

 

تتوالى العواصف والأعاصير تقتلع الأشجار المثمرة فتنبت ألف شجرة، وعندما لا تجد ما تقتلعه تقتلع نفسها.

 

تشتعل أجيجًا مدمرًا تأكل هشيما يابسًا، لكنها تقف عند باسقات الأعالي فلا تجد ما تأكله فتأكل نفسها.

 

شتاء الغضب اليوم في كل العالم صقيعًا يجمد الدم في عروق التطرف والإرهاب...

الإخوان في لحظة التجمد عندما يأتي غضب الشتاء لا يجعل لنارها أجيجًا.

 

في كل العالم يعاني الإخوان اليوم من خواء القلوب، حيث أشعلوا نار الدمار، حرائق التهمت شعوبًا ودولًا بفتوى وتكفير وبرصاص ومفخخات، لكن الغاية من ذلك كانت المصلحة.

ما يقارب مئة عام استخدمها الغرب لبناء إمبراطوريته، وكان الإخوان الخادم الأمين لتنفيذ مخرجات سايكس بيكو، لكن الغلاف الموسوم بالخط العريض عنوانه جهاد الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل، وما رأت الشعوب إلا دمار المصالح الإسلامية داخل البلاد الإسلامية، وهذه المصالح كانت تحمل بصمات أمريكا والغرب، وظلت إسرائيل طوال مئة عام بمنأى عن جهاد الإخوان سوى خراب غزة.

 

طُويت الصحف سريعًا، فقد بلغ العمر مبلغًا من التنظيم الدولي حتى وصل سن الخرف، وكل ما جناه الغرب من مصالح كبيرة في إمبراطورية مالية ضخمة في بنوك أمريكا وأوروبا أصبح ملكًا لأمريكا وأوروبا بجرة قلم ترامبي.

الإخوان تنظيم إرهابي.

 

عاصفة سقوط أوراق الإخوان من تكساس إلى البيت الأبيض ستعبر المحيط الأطلسي، فلا تترك مدينة أوروبية في شتاء قارس إلا وجمدت الدم في عروق الإخوان وصادرت أموالهم ودمرت إعلامهم.

 

من عاصمة خلافتهم المزعومة إسطنبول تتوقف قناة بلقيس ليس لظروف خاصة، فالمُعاقِب رفع الكرت الأحمر والممول أقفل الخزانة.

 

سيكون شتاءً قارسًا تتجمد فيه دماء الإخوان وأموالهم وتنهار إمبراطوريتهم التي دمروا بها العالم العربي والإسلامي لصالح أمريكا والغرب وإسرائيل دون حتى كلمة شكر أو تقاعد مريح، بل نهاية مهينة.

 

ثم تعود دول الغرب إلى أصول الحكم القديم لتترك العرب والمسلمين يداوون جراحهم من طعنات الإخوان.

 

وهنا تستحضرني فكرة مايسترو السياسة الأمريكية ألكساندر هيغ: إن سياسة أمريكا الحكيمة هي تجنيد التطرف لغاية الحصول على المصلحة، فإذا حصلنا عليها سندمر الأصنام التي صنعناها لجلب المصلحة ونعود بسياستنا لدعم الأنظمة المعتدلة.

 

في سوق عكاظ، في بازار واشنطن ولندن وباريس، نُحتت أصنام المصلحة الغربية وصُدّرت إلى القاهرة وبغداد ودمشق وصنعاء وكابول والجزائر، وكل بلد ظل نازف الجرح خلال مئة عام من الدمار ظل سدنة الأصنام يعبدونها ويدعون الحمقى لعبادتها.

ثم انتهت المصلحة من سدنة الأصنام، فجاء الوقت لنسفها وحرقها بعدما أحرقت أمة عظيمة لمئة عام من الفوضى والخراب.