الحدث ان مدينة كانت محاصرة وتمكنت من فك الحصار ، الحدث ليس السحل لكنه حدث.. ما كان عليكم الدفاع عن حق السحل وانما حق الفكاك من القبضة ومن سنة قصف وتجويع وموت .
لا احد يملك الان حلا اخلاقيا ناجزا لكن لكل منا سمع وبصر وضمير وبقدر ما اختبر الحصار والموت ادميتنا ووطنيتنا وشجاعة بعضنا في مسيرة الماء مثلا ، المسيرة التي اذكرها مرارا فهي مالدي وانبل ما قمت به في حياتي .
ومثلما استفز الحصار ما تبقى من انسانيتنا وفرحنا بفك الحصار كبر علينا جرم السحل ولن نختزل الامر في ثنائية الاذعان أو السحل .. بوسعك فعل ما يليق بانسانيتك
الحدث فك قبضة عن عنق الانسان ، فحوله البعض لنشوة ودفاع اثم عن حق المظلوم في اقتراف فظائع .
الان لنهدأ ولنبحث في خيار استعادة بلادنا ودولتنا دون عنف ، العنف الذي يخفق معه اي اختبار اخلاقي حيث تسقط الحدود بين الحق والوحشية .
تعز البيوت والشوارع والشرفات ، البشر الذين امسى بوسعهم شرب كفايتهم من الماء والنوم جوار نافذة لا تنقض عليها قذيفة ،
بينما يحاجج البعض عن حق اخر لم تطالب به المدينة وهو سحل الاسير .
تعز لم تعد خائفة اثناء النوم ، ذلك هو الحدث
لكننا امسينا خائفين من الكابوس الذي يسوقه البعض كشرط لاستعادة الامان .
لكن بالمقابل لن نتخلى عن حقنا في حياة كريمة ونقبل ونذعن ، حتى لا نتوحش
نستعيد انسانيتنا دون سحل انسان ، يمكن تحقيق هذا الشرط فهو بالاضافة لأخلاقيته الا انه واقعي ايضا ، واكثر معقولية من اي سلوك متوحش لم يكن يوما قد رافق مسيرة اليمني في استعادة كرامته .
*- محمود ياسين – تعز