ثورة الحرائر انطلقت وطوفان الجياع قادم

2025-05-14 21:21

 

من ساحة الحرية خور مكسر انطلقت ثورة قوى الحراك السلمي، أدار عجلتها حركة المتقاعدين يوم ٢٠٠٧/٧/٧م لتشمل لاحقاً كل مناطق ومديريات الجنوب، وأحدث طوفانها تصدُّعاً في تحالف قوى حرب صيف عام ٩٤م الإحتلالية الغاشمة وهزَّ عرش سلطتهم وزلزل الأرض تحت كراسيهم، رغم محاولات عفاش احتواءه وشراء الذمم غير ان محاولاته تلك باءت بالفشل، فيما لم تفل همجية قواته العسكرية والأمنية وأساليب إستخباراته وماكنته القمعية وزنازينه المظلمة، لم تفل من إرادة شعب الجنوب وقوى حراكه السلمي ولم تفت في عضده، وأمام بسالته -شعب الجنوب وقوى حراكه- وصموده وروح التضحيه التي أبداها وبكل قواه الإجتماعية والمدنية ومقاومة شبابه المسلحه مُنيت محاولة تكريس واقع الإحتلال بحرب عام ٢٠١٥م الحوثيو/عفاشيه مُنيت بالفشل أيضاً وتم طرد فلولها ومعها بقايا فلول حرب عام ٩٤م من أرض الجنوب وإلى غير رجعة .

في ظل تراث وطني تحرري سلمي هكذا ومن ساحة الحرية خور مكسر وبعد مرور ١٨ عاماً على إنطلاق ثورة الحراك السلمي ٢٠٠٧/٧/٧ – ٢٠٢٥/٥/١٠ م انطلقت ثورة حرائر الجنوب عدن، ادار عجلتها السلمية حرائر عدن وفي وقفة نسوية حاشدة لم تشهدلها عدن مثيلاً من قبل، ستشمل لاحقاً ولا ريب كل محافظات الجنوب "الهم واحد والمعاناة واحدة والمصير مشترك" . لقد ابرزت الوقفة الإحتجاجية مكانة عدن دوماً بحرائرها وأحرارها في قلب النضال الوطني التحرري بصورة عامة ومن خلال خروج حرائرها الواسع في تلك الفعالية المهيبة ورفضهن للظلم والقهر والفقر والتجويع والتجهيل وحرب الخدمات والمرتبات ايضا وتمسكهن بحق الحياة الحره والعيش الكريم، بما هي وقفتهن قد مثَّلت صرخة مدوية ومزلزلة في وجه كل أسباب المعاناة وكارثة المجاعة ورفضاً لها ولإرتفاع الدولار وتدهور العملة المحلية والإرتفاعات السعرية، فيما رفعنَ دبب الماء فارغة تعبيراً عن العطش وفوانيس الكيروسين ومراوح العزف اليدوية تعبيراً عن الظلام واشتداد حرارة الصيف، وارتفعت أصوات الحرائر أيضاً وامعتصماه الأسر العدنية تكاد تموت جوعاً ، كانموذجاً لمعاناة كل الأسر الجنوبية على إمتداد الجنوب، وحَمَّلت الوقفة الإحتجاجية المجلس الرئاسي مسؤولية ذلك،ووجَّهت رسالة إلى دول الرباعية الدولية السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا طالما ان البلد يقع تحت البند السابع، إذاً عليكم إلتزام كامل بمنح الشعب حقوقه كاملة كهرباء وماء وتعليم وصحة ووظائف للشباب ووقف تدهور العملة المحلية وإرتفاع الدولار والإرتفاعات السعرية .

لقد ارسلت تلك الوقفة الاحتجاجيةإشارة انه ودون الإسراع في معالجة تدهور المعيشه وتردي الخدمات فإن طوفان الجياع قادم .. الجوع كافر .

 

وعلى صعيد متصل بمعاناة الناس صادفت خلال الأيام الماضيه أحد الشعراء الشعبيين المعروفين من يافع وأثناء حديثنا حول المعاناة قال بيت شعري (الشعب فلِّس والحكومة مفلسه والإنتقالي مادري وين الفلوس) وبالتأمل ففي الفقرتين الأولى والثانية وصف بليغ للأوضاع وفي الفقرةالأخيرة ان إيرادات وموارد وعائدات البلد تتصرف بها الشرعية والإنتقالي له التهمة .

وعطفاً على ما سلف: يكون من المناسب -برأينا- ان يتخلَّص الإنتقالي ما امكنه ذلك من شراكة المنزلتين العرجاء لا هو في الحكم ولا هو خارجه ، فمنزلته إنقاذ شعبه- شعب الجنوب - من جور وجحيم معاناة الوضع الكارثي المعيشي والخدمي المفروض عليه وضمان حقه في العيش الكريم على طريق إستعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والإستقلال ...