ان حب الوطن والدفاع عنه هو ذلك الامتحان الذي يتسارع الجميع لخوضه دون مذاكرة وأصبح أكثر صعوبة، فمن يظن أن الصمت حياد، فهو مخطئ، النيران لا تعترف بالحياد، والحياد في هذه الظروف خيانة عظمى...وحان وقت قول الحقيقة.!
بصراحة الأمور وصلت إلى درجة يصعب التغاضي او التغافل او التجاهل او السكوت عن هذا الوضع المزري الذي وصلنا إليه.
هذه المقدمة ليس تهجماً ولا تشويهاً ، وانما حقيقة وأساس سوف ابني عليه موضوعي.
لا جديد سوى أن الجوع تفشي، والموت اقترب، والخراب تمدد....والشعب وحده من يدفع الثمن.
اعلموا ان القادم أشد ظلمة...فعندما يضرب الجوع لا يبقي ولا يذر لا يرحم ولا يفرق.
وحين تُدفع الشعوب إلى الزوايا، لا يبقى أمامها سوى خيارين، الثورة أو الفناء.
وما نعيشه اليوم من كوارث وجوع وانهيار... هو نتيجة حتمية لحرب عبثي..لا نعلم نهايته..
هل يُعقل أننا حتى هذه اللحظة لم نسمع عن مسؤول واحد....فقط واحد، يتحلى بالحد الأدنى من الشرف والمسؤولية، ويتجرأ على تقديم استقالته احتجاجاً على الكارثة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد؟!
أين أولئك الذين يدعون تمثيل الشعب؟
أين ضمائرهم وهم يشاهدون الناس يتساقطون تحت وطأة الجوع، وانعدام الخدمات، وفقدان الأمل؟
إن لم تكن هذه اللحظة هي لحظة الاستقالة لحفظ ماء الوجه... فمتى إذاً؟
الحقيقة المرة، التي يحاول البعض تجاهلها أو تزييفها، أن من يحكمون اليوم في عدن خصوصاً، وفي بقية المحافظات المحررة عموماً لا يعبأون بهذا الشعب، ولا يرونه أصلًا.
لا يحترمون وجعه، ولا يسمعون صوته، ولا يبالون بمعاناته.
ولهذا، أقولها بكل وضوح..
شعب يرضى بالذل، ويقبل بالجوع، ويتعايش مع القهر وكأن شيئاً لا يحدث....فهو، للأسف، يستحق ما يُفعل به.
إن السكوت والحيادية لم يعد حكمة، بل صار شراكة في الجريمة.
والصبر لم يعد قوة، بل غفلة قاتلة.
فهل من صحوة قبل أن تبتلعنا النهاية؟
البلاد تقف اليوم على حافة الانهيار، كل يوم نخسر فيه شيئاً من كرامتنا، من خبزنا، من أمننا، من مستقبل أولادنا.
من يظن أن الصمت حياد، فهو مخطئ؛ فالساكت عن الحق شريك في الظلم.
ومن يتوهم أن جدار بيته سيحميه حين تشتعل النيران من حوله، فليعلم أن النيران لا تعترف بالحياد.
لسنا في مرحلة سياسية عادية، بل في مرحلة مصيرية...
إما أن ننقذ ما تبقى من الوطن، أو نستيقظ ذات صباح على وطن لا نعرفه، وطن بلا هوية، بلا صوت، بلا شعب.
الجوع لا يفرق بين ساكت وغاضب،
والفقر لا يستأذن قبل أن يطرق بابك،
والفوضى حين تعم، تبتلع الجميع...دون استثناء.
آن الأوان أن تنهض الأصوات الصادقة، أن يتكلم الصامتون،
فالسكوت اليوم خيانة للمستقبل، وخسارة لا تعوض..
إن الله يمهل ولا يهمل و يمد الظالمين مداً ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر..!!
✍️ ناصر العبيدي