اليمن ونكبة الأمة العربية

2025-09-07 12:24

 

ظلت اليمن مركز انقسام عربي وإقليمي حاد منذ عام 1948؛ بسبب رهن موقعها الجغرافي وهويتها الوطنية في مزاد الصراعات والأطماع التوسعية وتصفية الحسابات، منذ تغيير هويتها الهاشمية إلى هوية يمنية عام 1930، ثم قيام التنظيم الدولي بانقلاب عسكري ودستوري على الإمام يحيى بن محمد حميد الدين وقتله. وتعاظمت أزمة الأمة العربية بعد انقلاب عام 1962 وتدخل الجيش المصري في حرب اليمن.

 

ولن أخوض في ذلك الخلاف الذي ما زالت ذيوله تعصف باليمن والجنوب العربي والمنطقة. وقد تطرق الدكتور عبد الرحمن البيضاني لشيء من تلك الأزمة في كتابه "ثورة اليمن وأزمة الأمة العربية".

 

ويتحدث بعض زعماء عصابات اليمن حالياً عما يسمونه "الانفصال" وتقسيم اليمن ونكبة اليمن. وفي الحقيقة، إن من نَكَّب اليمن هو من يستخدم مفردة "الانفصال" في وجه شعب الجنوب الذي توحدت دولته مع دولة اليمن عام 1990، وينكرون هذه الوحدة مستبدلين مفردة "الوحدة الفاشلة" بمفردة "الانفصال" استدراراً للعطف العربي والعالمي وتدليساً كبيراً. أنتم يا زعماء العصابات من قتل هذا اليمن، وقتل وحدته، وقتل حتى حكم عصابات [علي عبد الله] صالح التي كانت أفضل من حكم عصابات حزب الإرهاب والتكفير منذ عام 2012 وحتى اللحظة.

 

الوحدة اليمنية قتلها من قام باغتيالات الكوادر الجنوبية على مدى أعوام 1991 و1992 و1993، وقام بحرب صيف 1994: علي محسن الأحمر والزنداني وجماعات الإرهاب وحزب الإرهاب والخراب. اليمن والجنوب والوحدة اليمنية ضحية لإرهابكم وفسادكم وتيهكم. عليكم من الله ما تستحقون.

 

السعودية والإمارات، أنتم من طلبتم تدخلهما، وأنتم من طلبتم تدويل اليمن، وأنتم من استدعيتم مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة له في صنعاء خلال فترة حكمكم لهذا اليمن الذي نكبتُموه، وتحملون حالياً جرائمكم وفشلكم. السعودية والإمارات، اللتان لولا فرضهما على شعب الجنوب العربي حكومتكم المسماة "شرعية" على الجنوب العربي، لأعلن شعب الجنوب استقلاله وقيام دولته منذ يوليو 2015.

 

قاتلكم الله، تقولون البهتان وتكذبون، وذلك هو الواقع. وأكبر كذبة تلوكها ألسنتكم هي مفردة "الانفصال"، وفي الوقت نفسه تتحدثون عن تمسككم بالوحدة! وفي هذا الخرط أكبر إدانة لكذبكم.

 

الوحدة فعل مشروع إن تم بتراضي أطرافها وبشراكة تحقق الخير والعزة والمنعة والازدهار والرخاء للشعب والأمة، فإن لم تحقق شيئاً من ذلك أو أعطت عكسه فلا خير فيها، ولا يتمسك بها إلا لص وفاسد حريص على مصالحه الخاصة غير المشروعة، ولا تهمه وحدة ولا يهمه يمن ولا جنوب ولا دين أو عروبة.