*- شبوة برس - صلاح البندق
أيها السادة في مجلس القيادة الرئاسي،
لقد قرأنا بيانكم الأخير، الذي أكدتم فيه على وحدة المجلس وتماسكه، وعلى الالتزام بمبدأ الشراكة والمسؤولية الجماعية. وهي مبادئ لا يختلف عليها اثنان، إن كانت تُترجم إلى أفعال تُلامس حياة الناس، لا تُعلق في أروقة الاجتماعات.
لكن دعونا نُذكّركم بحقيقة لا تحتاج إلى مراجعة قانونية ولا إلى توصيات اقتصادية :
الشعب لا يأكل البيانات، ولا يسكن في نصوص القرارات.
ثلاثة أشهر بلا رواتب للقطاع المدني، وأربعة للقطاع العسكري، ليست مجرد أرقام في تقارير مالية، بل هي أرواح تُذل، وكرامة تُهان، وأسر تُكابد الجوع بصمتٍ موجع.
الحكمة تقتضي ترتيب الأولويات، والمنطق يقول: لا تُناقشوا خلافاتكم قبل أن تُنصفوا شعبكم.
فمن غير المقبول أن يُصبح الجوع هو الثمن الذي يدفعه المواطن مقابل خلافات سياسية أو مراجعات إدارية.
ومن غير المعقول أن يُترك الجندي بلا قوت، وهو من حمل السلاح دفاعاً عن الوطن، أو أن يُهان الموظف، وهو من حافظ على مؤسسات الدولة في أحلك الظروف.
البلاغة ليست في البيان، بل في الفعل.
وإن كنتم حقاً ملتزمين بمبدأ المسؤولية الجماعية، فلتكن أولى مسؤولياتكم صرف الرواتب فوراً، دون تأخير أو تبرير.
فلا شرعية تُبنى على معاناة الناس، ولا وحدة تُحترم إن كانت على حساب كرامة المواطن.
ختاماً،
نحن لا نُخاطبكم بلغة الخصومة، بل بلغة الوطن الذي يتسع للجميع، ويحتاج منكم أن تكونوا على قدر الأمانة، لا أن تغرقوا في تفاصيل لا تُطعم جائعاً ولا تُداوي ألماً.
اصرفوا الرواتب أولاً، ثم ناقشوا مشاكلكم. فالشعب لا ينتظر بيانات، بل ينتظر إنصافاً ينتظر صرف الرواتب.