صرخة وجع من عدن: جوع ينهش الكرامة والفقر يطبق على الأنفاس

2025-09-28 06:11
صرخة وجع من عدن: جوع ينهش الكرامة والفقر يطبق على الأنفاس
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – المحامي جسار فاروق المكاوي

رغم كل الظروف الحالية التي يمر بها كل انسان في عدن من حياة معيشية صعبة التي تختلف فيها قدرات الناس بأحوالهم ، رغم تشابهها هذه الأيام من حياتنا في عدن و على رغم تعففنا و عدم الرضوخ لأحد أو أن نهزم نفسيا و ما تربينا عليه من قيم و اخلاق وعادات حميدة من أهلنا في عدن ، ومع تأخر الراتب الحكومي لحكومة اعتكفت في الخارج و تمتلك رواتبها والمشاهرة المستدامة و رغم جوع اولادنا وما وصلنا إليه داخل بيوتنا وإن قالوا هذا محامي ، فأنا أؤمن بما تربيت عليه و كذلك اولادي و اهلي لاننا اعيش في هذه المدينة الحبيبة عدن . اكتب بما يمليه علي ضميري و لا ارزح تحت نير الظالمين مهما بلغ الأمر مبلغه . لا راتب الغاز لا غذاء لا دواء لا أحوال مستقرة . رغم مرارتها و صعوبة تذوقها . اللهم أزل الغمة عن عدن و الجنوب وأهله . اللهم شق على الظالمين في كل ما يطلبون

اللهم انصر هذا البلد وأهله الطيبين .

وأكمل ما بدأته من صوت يصدح من قلبٍ لا ينوء بصمت: إنّ عدنَ التي نحبُّها ليست مجرد مدينة، بل هيُ كرامتنا وهويتنا وذاكرتنا المشتركة. صحيح أنَّ الجوعَ والحرمانَ قد يُثقلان أكتافَنا، وأنّ راتباً متأخّراً أو دواءً مفقوداً قد يجرح أمّاً أو طفلاً، لكنَّ عزّتنا لا تُشترى ولا تُهان.

لن نركع لظالمٍ مهما علا صوته، ولن نبيع إيماننا بالقيم والأخلاق التي تربينا عليها في شوارع المعلا وحارات عدن. واجبنا أن نُحافظ على كرامة أهلنا أولاً، وأن نطالب بحقوقنا بالوسائل القانونية والمشروعة ثانياً. الصبرُ مقاومةٌ، و العملُُ المشتركُ حقٌ لكل من يحب عدن ويريد لها خيراً. أدعو كل من يستطيع أن يمدّ يداً بالمساعدة أن يفعل — بالقليل أحياناً تُبنى معجزات. وأدعو من يحملون مسؤوليةً رسمية أو مالية أن يخففوا عن أهل المدينة، وأن يضعوا الناس قبل كل اعتبار. اللهم أزل الغمة عن عدن والجنوب وأهلهما الطيّبين، وارحم ضعفاءنا 

عدن اليوم تعيش أقسى امتحاناتها، فالفقر يطرق كل باب، والجوع يسكن كل بيت، والدواء غائب، والراتب محجوز في الخارج حيث يعيش المسؤولون في بحبوحة ورفاه. أما نحن، أهل عدن، فنصحو على مرارة انقطاع الخدمات، ونمسي على وجع الغلاء وانعدام الأمان.

ومع ذلك، لن نُهزم. لم نُخلق في هذه المدينة لننكسر، بل لنتعلم أن ننهض من تحت الركام ونقاوم بأرواحنا قبل أجسادنا. عدن لم تُربِّنا على الخضوع، بل على الكرامة والعزة، على القناعة التي تصون ماء الوجه، وعلى القيم التي أورثنا إيّاها أهلها الطيبون: أن نظل أعزاء مهما بلغ بنا الضيق. إنّ ما نعانيه ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة فسادٍ وظلمٍ ممن استأمنوا على لقمة أولادنا فخانوا الأمانة. سنظل نكتب و نصرخ و نُذكِّر، لا لأننا نهوى الكلام، بل لأننا نرفض أن نكون ضحايا صامتين. عدن ليست مجرد مدينة، عدن قضية وكرامة ووجود. من أراد أن يرهقنا بالجوع فلن يستطيع أن يسلبنا إرادتنا، ومن أراد أن يطيل علينا ليل الظلم، فإن شمس عدن ستشرق رغماً عنه. اللهم اجعل لنا فرجاً قريباً، و انصر عدن وأهل الجنوب الطيبين، و اكسر شوكة كل ظالم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك.  اللهم آمين .