هكذا تبدو كافة الأطياف اليمنية (((الشمال))) تتحدث بصوت واحد عن قداسة الوحدة ولم يتحدثوا عن سبتمبر وعن الجمهورية العنوان الأساسي لكيان دولتهم ربما لقناعتهم بعدم جدوى ذلك مكتفين بما لديهم من مسمى الشرعية التي هي بلا أرض متكئين على ما أوجد التحالف لهم من شراكة مع الجنوب وهي شراكة مرحلية ربما أملتها رؤية التحالف بهذا الشأن إلا أن تلك الأطراف السياسية من أبناء الشمال أعدوها شراكة تمنع الجنوب من استعادة دولته وهذا ما يعملون عليه بشكل واضح وجلي وهو دور ما كان له أن يكون لولا رؤية التحالف التي لاشك قيدت عطاء الجنوبيين حتى في حل معاناة شعبهم على كافة الجوانب الحياتية.
ومن هنا تتعاظم معاناة شعبنا وصولًا إلى ما هو عليه من وضع معيشي غاية في الصعوبة وخدمات غائبة ومرتبات لا تدفع وكل ذلك يتم استثماره للإضرار باللحمة الجنوبية عبر خلخلة النسيج الاجتماعي وما تلازم ذلك من تفريخ سياسي.
الحال الذي أخذت معه ترتفع أصوات من ينكرون حقنا في استعادة دولتنا وبذات ما كان عليه الحال في حكم عفاش وبذات الإنكار والتجاوز لإرادة شعبنا الذي قدم كل تلك التضحيات في سبيل استعادة دولته.
عادت الوحدة المقدسة لديهم تعويضًا عن سبتمبر والجمهورية ويكتفي هؤلاء بما لديهم من هوامش العمل إعلاميًّا ومن أي نقطة جنوبية كانت فهي تحيي لديهم تطلعات أجهضها الزعيم في مهدها وآمال عصف بها الحوثي حين سلمت له عاصمتهم بتلك الصورة التي جرت.
التعويض هنا سواء للمتنفذين من عائد ثروات الجنوب وهكذا الحال لتلك الأطياف التي تبدو متناسقة العطاء في إنكار حق الجنوب في استعادة دولته.
مشهد يعيدنا إلى مربع البداية ولكن هذه المرة برؤوس زعماء كثر كانوا في الأصل من صقور الزعيم عفاش إنهم قطعًا ليس بصدد استعادة الجمهورية بل الوحدة وهذا بحد ذاته طموح عجيب يستند على مورث عفاش الفكري أما على الأرض فقد حدثت متغيرات عنيفة أطاحت بصنم وحدتهم وبكل مساوئ عهدها الذي كان حملًا ثقيلًا على الجنوبيين ممن ينبغي لهم أيضا تحمل وزر ضياع صنعاء والجمهورية.
والبقاء في شرك الشراكة التي يئن تحت تبعاتها المؤسفة شعبنا الجنوبي بكل ما يواجه من تحديات معيشية غاية في الصعوبة وتداعيات مستمرة جراء غياب آليات الدولة التي بدونها يستحيل تجاوز مخلفات عقود من النهب والفساد وغياب القانون.
كل ذلك مرهون باستعادة الدولة الجنوبية التي تواجه بكل ما تعتمل من عراقيل ومحاولات شق الصف الجنوبي
وكل ما نواجه من حملات إعلامية جائره تدار في ظل الشراكة التي تبدو أيضًا مقدسة لديهم وإن كانت لا تستند إلى أي من المقومات يكفيهم أن تكون عنوان أمل لا أكثر.