الرياض... الفرصة الأخيرة قبل الطوفان

2025-10-08 10:00

 

يترقب الشارع اليمني، وبخاصة في الجنوب، الاجتماع المرتقب في الرياض يوم الخميس القادم، الذي تأجّل أكثر من مرة، آملين أن يكون هذه المرة اجتماعًا مختلفًا عن سابقيه، اجتماعًا يحمل في طياته قرارات جريئة ومسؤولة تضع حدًّا لمعاناة المواطن وتنتشل البلاد من حالة التدهور المستمر.

 

لقد ضاق المواطن ذرعًا بما آلت إليه الأوضاع من تردي في الخدمات وانقطاع الكهرباء وغياب الرواتب، إضافة إلى تفشي الفساد الإداري والمالي الذي بات ينخر في مؤسسات الدولة.

لقد أصبح الشعب على أعتاب المجاعة، والناس تأكل من القمامة في مشهدٍ مؤلمٍ ومخزٍ، بينما الأسعار ترتفع بشكل جنوني، وتكاليف الدراسة أصبحت باهظة فوق طاقة الأسر، وانتشرت المعاناة في كل بيت، حتى بات هذا الشعب المسكين يفقد صبره شيئًا فشيئًا أمام هذا الواقع القاسي.

 

نقولها بصراحة وصدق: إن هذا الاجتماع المرتقب هو الفرصة الأخيرة لكل من الرباعية الدولية ومجلس القيادة الرئاسي ورئيس الوزراء، لإثبات الجدية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة بناء الثقة بين الشعب والقيادة.

 

ويكفي، نعم يكفيكم المناكفات السياسية التي لم تجلب للبلاد سوى المزيد من الأزمات والمعاناة.

لقد دخلت السنوات ومرت الأعوام وأنتم لا تزالون في صراعاتٍ لا تُسمن ولا تُغني من جوع، بينما المواطن يئن تحت وطأة الفقر والحرمان.

فاتقوا الله في هذا الشعب، وكفى عبثًا بهذا الوطن المنهك، واتجهوا إلى ما يخدم الناس ويرفع معاناتهم بدلًا من الجدل والمكايدات التي لم تجلب سوى الألم واليأس.

 

فإن لم يتم استثمار هذه الفرصة التاريخية بإصلاحات حقيقية وقرارات ملموسة تخدم المواطن وتحارب الفساد وتعيد للبلاد كرامتها واستقرارها، فإن الطوفان قادم لا محالة، وسيجرف الجميع دون استثناء، وستتجه البلاد إلى مزيد من الفوضى والانهيار.

 

فلعلّها تكون الفرصة الأخيرة قبل الطوفان، فحذاري من إضاعتها مرة أخرى.

 

اللهم وفق المجتمعين في الرياض، وألهمهم الرشد والصواب، واجعل قراراتهم رحمةً للعباد، ونفعًا للبلاد، وبلّغ اليمن وأهله الأمن والاستقرار والعيش الكريم، اللهم إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.