بن بريك لايملك عصا سحرية لإنقاذ الإقتصاد من الإنهيار التام ، لكنه يملك عزيمة قوية وإصرار على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من إقتصاد تعصف به أزمة مستمرة منذ حوالي 10 سنوات وينخره فساد مستدام ومقيم في كل مفاصله .
بن بريك يحاول جاهداً السباحة ضد تيار الفساد المتمكن من مفاصل القرار في ما يسمى ﴿الشرعية﴾ ويحارب على عدة جبهات في مواجهة غير متكافئة مع قوى الشر ولصوص النظام الفاسد .
بن بريك يواجه تحديات كبيرة أهمها :
- الأزمة الإقتصادية الحادة :
الأزمة الإقتصادية أسبابها متعددة منها الحرب وتوقف صادرات النفط والغاز وانقسام البنك المركزي إلى بنكين واحد في صنعاء وآخر في عدن ، سحب الأرصدة من العملات الصعبة من البنك وطباعة تريليونات الريالات من العملة اليمنية "الجديدة" أضف إلى ذلك الفساد المالي والامتناع عن توريد الإيرادات العامة إلى البنك والتوظيف المستمر ''رغم ظروف الحرب '' في مختلف وزارات الدولة!
كل هذه المصائب مجتمعة ، المطلوب من رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك حلها !! هل يستطيع ؟
تركة ثقيلة وتراكم فساد وأزمة في كل ناحية أمام الرجل ومعها محاربة وعدم تعاون من قوى السلطة المتنفذة كما سمعتم أو قرأتم حول كشوفات المعاشات للقطعان الضالة في مدن العالم بالدولار .
معالجة الأزمة الإقتصادية بحاجة منظومة إجراءات حاسمة وهي :
١ - إصلاح السياسات الاقتصادية.
٢ - محاربة الفساد .
٣ - تعزيز الإستثمارات .
هل يستطيع رئيس الوزراء القيام بهذا بدون دعم من دول التحالف الراعية لمجلس القيادة الرئاسي ؟
منفرداً لا يستطيع ، لكن مع وجود دعم مالي قوي من السعودية والإمارات ، ومنع تدخل ﴿ مجلس الثمانية ﴾ في قرارات رئيس الوزراء يستطيع رسم السياسات الإقتصادية ومحاربة الفساد ، أما تعزيز الإستثمارات فإنها بحاجة إلى مناخ مستقر ودولة وقوانين نافذة وهذا حاليا غير موجود .
- أهم التحديات التي تواجه محاولات إصلاح الإقتصاد:
١ - حالة البلاد الراهنة ( اللا حرب واللا سلم) وهي تحدي كبير وعقبة في سبيل إصلاح الإقتصاد.
٢ - الفساد المستشري في البلاد والعميق الجذور .
٣ - الإعتماد على المعونات الخارجية وإهمال المرافق الإيرادية وإصلاح النظام المالي ، وتمكين المسؤولين الفاسدين من السيطرة على إيرادات مرافقهم وايداعها في حسابات شخصية بإسمائهم .
تحديات كبيرة وخطيرة تستوجب دعم دولي واقليمي وقرارات شجاعة يحميها التحالف بالعصا الغليضة تجاه فساد القيادة .
ورغم هذه التحديات الكبيرة التي يواجهها بن بريك ، إلا أن جهوده في إصلاح الإقتصاد ومحاربة الفساد تظهر عزمه على تحسين الوضع الإقتصادي في البلاد ، لكن هذه الجهود تتطلب دعما دولياً وإقليمياً بالإضافة إلى إصلاحات هيكلية عميقة .
نتمنى لهذا الرجل النجاح في مهمته الصعبة في ظروف غير عادية .