شبوة برس – خاص
أطلع محرر "شبوة برس" منشورًا للكاتب الحضرمي "أنور باعثمان"، قدّم فيه واحدة من أجرأ وأقسى الصرخات في مواجهة ما سمّاه أخطر عمليات السطو الثقافي التي تُمارس باسم “اليمن” على تاريخ حضرموت وهويتها وموروثها، وصولًا إلى تزوير المناهج الدراسية نفسها.
وقال "باعثمان" في منشور أطلع عليه محرر "شبوة برس" على فيسبوك إن ما يجري لم يعد مجرد خلط مصطلحات أو سهوٍ لغوي، بل سياسة متعمدة تهدف إلى محو اسم حضرموت من على كل منجزٍ حضاري صنعه أبناؤها عبر قرون، بينما يُنسب كل ما يخص الشمال بدقة متناهية إلى صنعاء ومناطقها، من الزبيب واللوز والبُن والزوامل والتقاليد. لكن حين يصل الحديث إلى حضرموت، يذوب اسمها فورًا ويُستبدل بعبارة "يمني" دون خجل.
وأوضح "باعثمان" أن هذا التعمد ليس حدثًا عابرًا، بل إرثٌ طويل مارسته أنظمة الاحتلال اليمني منذ 1967، ومن قبلها قوى المثلث التي سلّمت حضرموت للشمال، ليواصل الطرفان رغم صراعاتهم اتفاقًا واحدًا لا يتزحزح: طمس حضرموت ونسب أمجادها لغيرها.
وأكد أن الهجرة الحضرمية التي نشرت الإسلام والتجارة والعلوم في شرق آسيا وجزر الملايو لم تكن يومًا يمنية، لأن “اليمن” كدولة سياسية لم تُولد إلا عام 1918 بقيام المملكة المتوكلية الهاشمية، ثم تحولت إلى المملكة المتوكلية اليمنية عام 1924، بينما كان الحضارم قد صنعوا أمجادهم قبل ذلك بقرون طويلة.
وأشار باعثمان إلى أن الأخطر من ذلك هو العبث بالمناهج الدراسية، حيث ظهر محتوى يسرق الدور الحضـرمي وينسبه لليمنيين، معتبرًا ذلك تزويرًا ليس فقط قبيحًا بل "ملعونًا" يفضح الحقد الأسود الذي يحمله البعض تجاه حضرموت وأبنائها.
وأضاف أن العالم بأكمله يعرف حقيقة الحضارم وما تركوه من أثر في ثلث المعمورة، وأن ما دوّنه التاريخ الإنساني بأحرف من نور لا يمكن شطبه بقرار موظف أو حيلة محرر كتب مدرسية.
وختم باعثمان بأن حضرموت لم تكن يومًا ذيلًا لأحد، ولن تكون. فهي التي نشرت الإسلام بلا سيف، وصدّرت الأخلاق بلا مزايدة، وقدمت للعالم صورة الإنسان العربي والمسلم في أنصع حالاته، بينما يحاول آخرون اليوم سرقة نورها لأنهم يعيشون على ضوءه المنعكس لا أكثر.
