التحالف العربي في اليمن: تفاعل تكاملي أم خلاف متوقع؟

2025-12-09 09:21

 

التحالف العربي في اليمن: تفاعل تكاملي أم قراءات سطحية لمنصات التواصل؟

 

تشهد العلاقات بين الإمارات والسعودية، كطرفي التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تفاعلات متعددة الأوجه، وسط تصورات متباينة حول طبيعة هذه الشراكة. في ظل التحركات الأخيرة في حضرموت والمهرة، تثار تساؤلات حول ما إذا كان هناك صراع حتمي بين الرياض وأبوظبي، أم أنه مجرد جزء من تفاعل تكاملي في سياق أهداف مشتركة.

 

الإمارات العربية تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن التحالف العربي، بهدف مكافحة الحوثي ومحاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في الجنوب. هذا الدعم لا يعني بالضرورة أن السعودية تعادي الانتقالي، بل هو جزء من تنسيق إقليمي مشترك. والتحركات في حضرموت والمهرة تعكس جهودًا لحماية المناطق المحررة، وليست مؤشرًا على خلافات عميقة.

 

إن تصوير الدعم الإماراتي كمحاولة لفرض نفوذ أحادي يغفل التعقيدات الإقليمية. فالتحالف قائم على أهداف مشتركة، مثل مواجهة التمدد الحوثي، ولا يعني وجود اختلافات في الأولويات غياب التنسيق. فالسعودية والإمارات شريكان في ملفات إقليمية متعددة تتجاوز اليمن، مثل أمن الخليج ومكافحة الإرهاب، والتفاعل بينهما يعكس تنسيقًا استراتيجيًا، مع اختلافات في الأولويات قد تكون طبيعية في التحالفات.

 

ما جرى في حضرموت جزء من هذا التفاعل التكاملي، وليس صراعًا. فالتعاون بين الدولتين يخدم مصالح مشتركة أكبر من أي قضية محلية. ووصف العلاقة بالصراع قد يكون مبالغًا فيه، إذ إن التعاون في اليمن جزء من رؤية مشتركة، مع مراعاة مصالح كل دولة.

 

يعتقد البعض أن منصات التواصل الاجتماعي تحدد شكل العلاقات بين الدول، حتى إن البعض لتسويق انفلاته يضع عبارة محمي تحت تغريدته، وهذا تبسيط. فالعلاقات الإقليمية تُبنى على مصالح استراتيجية وتحالفات معقدة، لا على طرح سطحي أو تغريدات فردية. إذ يظن البعض أن سياسات الدول تتأثر بردود الفعل المحدودة، بينما في الواقع تُصنع القرارات في عواصم الدول بمعايير أعمق.

 

للسعودية والإمارات مصالح وتأثيرات خاصة في اليمن، والتعاون بينهما يعزز الأهداف المشتركة. فالتحركات في حضرموت تعكس تنسيقًا ضمن رؤية إقليمية أوسع، وليس تنافسًا محليًا. والتفاعل بين الرياض وأبوظبي ليس صراعًا حتميًا، بل محاولة لضبط التوازنات الإقليمية. فالعلاقات الإقليمية تحتاج إلى رؤية استراتيجية بعيدة عن التصورات المتسرعة، والدول تتفاعل بناءً على موازين القوى والمصالح المشتركة، لا على مواقف عابرة.

 

إن التحالف العربي في اليمن يعكس شراكة استراتيجية بين الرياض وأبوظبي، مع اختلافات طبيعية في الأولويات. وما يجري في حضرموت جزء من جهود مشتركة وليس مؤشرًا على صراع حتمي. ومن المهم النظر إلى العلاقات الإقليمية بعيدًا عن التصورات السطحية، مع التركيز على الحوار والتعاون لتحقيق الاستقرار في اليمن.

9 ديسمبر 2025م

#دوله_الجنوب_العربي