عملية الحسم… تتويج عقد من المواجهة الجنوبية مع الإرهاب

2025-12-17 22:23

 

تأتي عملية الحسم التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية في محافظة أبين كتأكيد حاسم على أن معركة الجنوب مع الإرهاب ليست إجراءً عابرًا أو ردّة فعل مؤقتة، بل مسارًا استراتيجيًا طويلًا بُني على تراكم ميداني وخبرة قتالية ورؤية أمنية واضحة. وتمثل هذه العملية محطة مفصلية في حرب شاملة ضد التنظيمات الإرهابية، ورسالة صريحة بأن الجنوب لن يسمح بإعادة إنتاج الفوضى أو تحويل جغرافيته إلى ساحة مفتوحة للجماعات المتطرفة وأدواتها السياسية والعسكرية.

 

منذ عام 2016، خاضت القوات المسلحة الجنوبية مسارًا متواصلًا في مكافحة الإرهاب، بدأ بتطهير العاصمة عدن ولحج، وصولًا إلى تحرير مدينة المكلا في أبريل 2016 من قبضة تنظيم القاعدة، في واحدة من أقسى الضربات التي تلقاها التنظيم. وتواصلت العمليات النوعية في حضرموت وشبوة وأبين، عبر حملات الفيصل والسيف الحاسم والسيل الجارف، التي استهدفت معاقل التنظيم وكسرت بنيته القتالية، رغم محاولات إعادته عبر قوى سياسية معادية للجنوب.

 

وشكّلت عمليات إعصار الجنوب، وسهام الجنوب، وسهام الشرق، نقلة نوعية في إدارة المعركة، حيث تمكنت القوات الجنوبية من تفكيك أخطر معسكرات القاعدة في أبين، وعلى رأسها وادي عومران، ما دفع التنظيم إلى اللجوء لأسلوب التفجيرات والاغتيالات بعد فشله الميداني.

 

وتؤكد الوقائع أن تصاعد نشاط القاعدة يرتبط بتحالف غير معلن يجمع الحوثيين ومليشيات الإخوان والتنظيمات الإرهابية، في خصومة مشتركة مع الجنوب وقواته المسلحة، وهو ما يفسر خطوط الإمداد القادمة من مناطق سيطرتهم، وغياب أي مواجهات جدية بينهم في الشمال.

 

بدعم إقليمي فاعل، برزت القوات المسلحة الجنوبية كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب، ولم تعد معركتها شأنًا محليًا، بل جزءًا من أمن الإقليم وخطوط الملاحة الدولية. وتأتي عملية الحسم اليوم لتؤكد أن الجنوب بات الرقم الأصعب في معادلة مكافحة الإرهاب، وأن كل محاولات إحياء القاعدة ستتحطم أمام إرادة جنوبية خبرت الحرب وراكمت الانتصارات.