الجنوب بين الراشد والمرشد

2025-12-22 17:31

 

متابع للراشد منذ سنين طوال وأستفيد كثيرًا وأتعجب أكثر، وما كتبه عن المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوب في مقاله الأخير كأنه إملاء محضٌ، ليس من بُنيَّات الراشد، بل من كُوَّةِ المُرشد لا الراشد، وهذا يظهر بجلاء لكل من يعرف الراشد، ويعرف المجلس الانتقالي الجنوبي وواقع الجنوب.

 

فكل من يريد أن يصور الجنوبيين والانتقالي بالمحادين للسعودية إنما يخدم المرشد لا السعودية.

 

لقد حُشِرَت في المقال معلومات عن الجنوب ليظهر بمظهر المتضلع ارتواءً بتاريخ الجنوب، وما مقارنة مساحة الضالع بمساحة حضرموت إلا هُزال لا يتناسب مع قامة الراشد الصحفية.

 

فانظر للأسر الحاكمة في العالم ومساحة بلدتهم التي خرجوا منها وقارنها بالأرض التي يحكمونها الآن !!! ستجد الضالع أكبر في المساحة وعدد السكان من كثير من تلك البلدات.

 

المقال عبارة عن المثل السائر (أحشفًا وسوء كيلة)، بضاعة رديئة ومعها تطفيف بالميزان (وويل للمطففين).

 

وأحب أطمئن الكاتب ، أننا في الجنوب في غالبنا - لا يخرج عن هذا الغالب إلا القليل - على مشروع واحد وهو فك الارتباط القضية العادلة كما يعبر عنها المسؤولون الرسميون في السعودية، فلم نكشف فجأة عن أمرٍ أضمرناه، أُشهر الانتقالي وهو رافع هذا القضية العادلة، ودخل في شراكة مع الشرعية برعاية التحالف وهو رافع هذه القضية.

 

وتطميناتنا للجارين الكبيرين - السعودية وعُمان - ولكل المنطقة قد وصلت لأعلى مستوى في القيادة منذ تأسيس الانتقالي وفي كل مراحله.

 

وأما محاولة تصوير الانتقالي أنه لا يمثل كل الجنوب!! محاولة بائسة، للأسف وتسطيح للعقول؛ لأن ما هناك عاقل يدعي هذا لحكام بلده، فما من حكومة ولا حاكم إلا ولهم معارضون في الداخل والخارج.

 

وبما إن المقال افتتح بقواعد نابليون التي فهم منها الراشد الوصاية والتحكم بمصير الشعوب لمجرد الجوار، فلنابليون قاعدة تقول: (التردد والحلول الجزئية تؤدي إلى خسارة كل شيء في الحرب).

 

فلنترك التردد والحلول الجزئية، ونتوجه جميعًا للحوثي؛ حتى لا نخسر حربنا معه. ولندع الجنوب لأهله يقرر مصيره وليس للجغرافيا والكيمياء، فلن يحدد مصير الجنوب غير الشعب الجنوبي.