شبوة تنضم إلى صف الجنوب

2025-12-24 21:59

 

حين ترجّحت الكفّة واستقرت البوصلة

لم يكن ما شهدته محافظة شبوة اليوم حدثًا عابرًا، ولا موقفًا تكتيكيًا مؤقتًا، بل كان قرارًا تاريخيًا نابعًا من عمق الوعي والمسؤولية الوطنية، تجلّى في اجتماع موسّع ترأسه محافظ المحافظة، وبمشاركة واسعة من القيادات والشخصيات الاجتماعية والسياسية، ليُعلن بوضوح انضمام شبوة إلى صف الجنوب، ويضع النقاط على الحروف بعد سنوات من التعقيد والتجاذب.

شبوة، بتاريخها وموقعها وثقلها الاجتماعي والاقتصادي، كانت ولا تزال بيضة القبان في معادلة الجنوب، وموقفها اليوم لم يأتِ من فراغ، بل هو حصيلة تراكم طويل من المعاناة، ومحاولة قراءة صادقة لمسار الأحداث، واستشعار دقيق لمستقبل المنطقة وأهلها. لقد قالت شبوة كلمتها في اللحظة المناسبة، حين بات الغموض خطرًا، والحياد عبئًا، والتردد كلفة لا تُحتمل.

إن أهمية هذا الموقف لا تكمن فقط في الإعلان السياسي، بل في طريقة اتخاذ القرار؛ اجتماع موسّع، تشاور، نقاش، ومسؤولية، وهو ما يؤكد أن الجنوب لا يُدار بردود الأفعال، بل بعقل جمعي وحكمة توازن بين الثوابت والواقع. كما أن رئاسة المحافظ لهذا الاجتماع تعكس انسجام السلطة المحلية مع الإرادة الشعبية، وهو أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة الدقيقة.

بانضمام شبوة إلى صف الجنوب، يمكن القول إن ميزان الجنوب قد استوى، وأن خارطة الاصطفاف باتت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. فشبوة ليست رقمًا يُضاف، بل ثقلًا يُرجّح، ورسالة قوية للداخل والخارج بأن مشروع الجنوب لم يعد مجرد مطلب، بل واقع يتشكّل بإرادة أهله، وبخطوات محسوبة، وبعيدًا عن الفوضى أو الإقصاء.

كما يحمل هذا الحدث رسالة طمأنة، مفادها أن الجنوب يتسع للجميع، وأن الاصطفاف اليوم هو اصطفاف من أجل الاستقرار والكرامة وبناء الدولة، لا اصطفاف ضد أحد. وهو أيضًا دعوة صريحة لبقية المكونات إلى قراءة المشهد بعين العقل، لا بعين الخوف أو المصالح الضيقة.

اليوم، شبوة لم تلتحق فقط بصف الجنوب، بل أعادت التوازن للمشهد، وأكدت أن الجنوب حين يتقدّم، يتقدّم بأهله جميعًا، وبحكمة، وبخطاب مسؤول، وبإرادة لا تنكسر.

عدن –

 24 ديسمبر 2025