مزايدات سياسية بعقلية قديمة

2014-06-27 14:25

         

السمة الأساسية لما بعد مرحلة الربيع العربي التي انتهجها بعض إنصاف الثوار وإنصاف السياسيين في بلادنا هي سياسة إطلاق اللسان على قاعدة المثل الحضرمي " ... وقوِّي لسانك " ، سياسة التخوين والتفسيق والفجور في الخصومة وشخصنة الخلافات الحزبية والسياسية اتبعت وسيلة تواصل وتخاطب تفاقم وضعنا المتشرذم والمتشظي الذي يزداد يوما بعد يوم سواء ليصير تجارة سياسية تقتل وتجهض كل ما هو جميل من بقية أخلاقنا وثقافتنا وسلوكنا التسامحي وقيمنا الدينية

         

سادت هذه الثقافة السوداء بضاعة يومية للتخاطب وتسوية الخلافات السياسية والحزبية ، وسار على هذا الدرب الوعر من قلة الأدب والتطاول والتعرض للأشخاص والأعراض والمحاسبة على النيات لدى فريق سياسي يتغطى بتعاليم الإسلام ومبادئه السامية ليجعل الإسلام مطية تغطي تجاوزاته الأخلاقية والدينية والسياسية والاجتماعية تحت مسمى الإسلام السياسي

         

أسرف السياسي الإصلاحي عبد الرحمن بافضل في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي من السير في هذا النفق المظلم من السباب والشتم والتخوين لكل من يخالفه أو لا يوافقه الرأي والموقف سواء كان شخصيات حضرمية أو أحزاب سياسية أو مكونات جنوبية أم شرائح ومكونات مجتمعية .

 

هذا النزق غير الأخلاقي اعتمده الدكتور القدوة سياسية في صب سخايم لسانه السليط لتصيب شراراته ثوابت وقيم المجتمع الحضرمي وتتناقض مع سمته الإسلامية التي يزايد بها في كل موقف وعند كل زاوية ستمكنه من تحقيق مصالح ومناصب دنيوية .

 

هذا الصراخ السياسي وتدوين حلقة السباب السياسي والحزبي جاء بعد سبات طويل ظل فيه المناضل حبيس الصمت ويتوارى عن الأضواء الإعلامية والاجتماعية بعد التهديد الذي أطلقه تنظيم القاعدة يصفه بالخيانة والعمالة اثر حملة المزايدة والسباب التي تولى وزرها في قناة الجزيرة القطرية التي سخرت له منابرها  للتخوين والتفسيق والتهديد اثر أحداث ما يسمى بالثورة اليمنية التي تدور أحداثها في صنعاء الذي أطلق فيه جريمة إعلامية بالاستعداد بالتحالف مع أمريكا لتصفية القاعدة مقدما نفسه وحزبه بديلا عن الرئيس السابق في التحالف مع الأمريكان للتربع على السلطة وتحويل اليمن لتركة سياسية وحزبية تصب خيراتها في جيبه وأرصدة حزب الإصلاح وقياداته القبلية والدينية ! .

         

لن يكون النقد وتباين الآراء والمواقف مهما اشتدت الخصومة وكبرت الخلافات وسيلة لتصفية المخالف وتفسقيه ونبش الماضي وأحقاده لتوظيفها تجارة سياسية وحزبية يكون المجتمع ووحدته الجغرافية والاجتماعية ضحية هذه المغامرات غير المبررة من قبل أشخاص انقلبوا وغيروا لون جلودهم ومواقفهم ودينهم عند كل منعطف سياسي تواجه امتنا وشعبنا .

         

نتمنى من جميع قياداتنا وأحزابنا وقدواتنا الدينية والسياسية أن يغادروا ثقافة النقد الأعمى المتعصب وان يركزوا نقدهم ومواقفهم على القضايا والمواقف بدلا سياسية اللهث والركض نحو الأشخاص وتشويههم وتخوين مواقفهم ونبش أحقاد الماضي وماسيه للاتكأ عليها والمزايدة على هذه الخطابات المتشنجة لاستثمارها لمصالح وأغراض حزبية وسياسية ونفعية تضر بمطلقها على الأمد البعيد وتنفر الناس من خطابه ومنطقه الهدام والاقصائي ، حان الوقت للاستفادة من أخطائنا ونتائج المراحل الصعبة من الصراعات الحزبية والسياسية والمناطقية التي نكررها ونستجرها لإرضاء غرورا نفسيا عند بعض متصدري الزعامة والقيادة .