البرلمان عيدروس النقيب : فك الارتباط للجنوب صار تحصيل حاصل وهو ما ينبغي اليوم قبل الغد

2014-10-12 18:07
البرلمان عيدروس النقيب : فك الارتباط للجنوب صار تحصيل حاصل وهو ما ينبغي اليوم قبل الغد
شبوة برس - متابعات - عدن

 

تحدث الدكتور عيدروس نصر النقيب القيادي البارز في جنوب اليمن عن ان الايام الاخيرة تكتسب اهمية حاسمة بالنسبة للقضية الجنوبية واضاف ان المشروع الوحدوي قد قضى نحبة في العام 1994م .

 

واشار في مقالة الذي حصلت صحيفة الربيع العربي على نسخه منه  الى ان للجنوب همومه وللشمال همومه ايضا وربما لوسط اليمن همومه وعرج بالقول ما دخل ابن عدن والمكلا  او المهره  او باب المندب بصراع  فرقاء قوى النفوذ في صنعاء .

 

وشدد بالقول اليوم بعد تجربة العقدين والنصف المريرة ثبت بالملموس استحالة بقاء اليمن في دولة واحدة. واضاف اليوم بعد رفض اخوتنا في صنعاء خيار الإقليمين  لم يعد هناك رهان يمكن انتظاره ليحقق حلم الدولة اليمنية الواحدة.

 

وفي نهاية مقالة صرح بالقول "فك الارتباط صار تحصيل حاصل وهو ما ينبغى اليوم قبل الغد".

 

اليوم وليس الغد*

 

" شبوه برس" ينشر نص ما كتبه النقيب

 

تكتسب اللحظات والأيام الأخيرة أهمية حاسمة بالنسبة للقضية الجنوبية، فمن نافلة القول أن المشروع الوحدوي قد قضى نحبه في العام ١٩٩٤م عندما دخلت جحافل الغزو عدن والمكلا وبقية المدن الجنوبية وراح " أشاوستها" ينهبون الاخضر واليابس وما فوق الارض وما تحتها، لكن التطورات الأخيرة أكد أن الشأن اليمني لم يعد واحدا وان للجنوب همومه وللشمال همومه، وربما للوسط همومه، وأهم مثال يمكن ان يضرب هو: ما دخل ابن عدن أو المكلا أو المهرة أو حتى باب المندب بصراع علي محسن وعلي عبد الله صالح؟ وما دخل ابن أبين وشبوة وحتى مكيراس بصراع الحوثيين مع بيت الأحمر؟ والسؤال الأهم ماذا قدم علي محسن او علي عبد الله صالح او غيرهم وماذا يمكن ان يقدم عبد الملك للحوثي للجنوب والجنوبيين؟

 

اليوم وبعد تجربة العقدين والنصف المريرة ثبت بالملموس استحالة بقاء اليمن في دولة واحدة، لاسباب عديدة يطول شرحها ليس بينها بالتأكيد ما يتعلق بالمواطنين، فالمواطنين في الشطرين أبرياء من كل موبقات الساسة وفسق الناهبين ورذائل المتسلطين، لكن من سوء الحظ أن مسيرة الاحداث يصنعها السياسيون وليس المواطنون.

 

عندما انطلقت الثورة الجنوبية السلمية كان الرهان على تحولات جذرية يمكن أن يشهدها الشمال يقف خلف الكثير من محاولات إصلاح الوضع وإمكانية فيام دولة يمنية واحدة تعبر عن كل أطرافها وكل مواطنيها بكل فئاته ومستوياتهم الاجتماعية.

 

وجاءت ثورة ٢٠١١ السلمية لتعزز من هذا الرهان وصار بلوغه قاب قوسين أو أدنى، لكن القوى التقليدية التي سرقت ثورة ١٩٦٢م وتحكمت في مصير جمهورية سبتمبر نطت الى عربة الثورة وتحولت من مجرد راكب يبحث عن وسيلة لإنقاذ نفسه من تيار الثورة الجارف إلى ربان يتحكم في سير المركب ويحدد محطات وقوفه ومن يواصل ومن عليه النزول، تماما كما جرى مع ثورة سبتمبر وجمهوريتها. فشل الثورة السلمية والاحتيال على مخرجات الحوار الوطني ( رغم القبول بها في العلن) أدى إلى ثورة مشوهة جديدة اختلط فيها السياسي بالمناطقي، والداخلي بالخارجي، والتقليدي بالحداثي والمذهبي بالحزبي، وكانت النتيجة ما جرى يوم ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م ، وهو أمر بالنسبة للجنوبيين قد لا يعني كثيرا لكن أهم ما احتواه هو أن طورا جديدا من الصراع قد بدأ وأن الجنوبيين غير معنيين بمدخلاته ومخرجاته وأسبابه ونتائجه وأ طرافه والتوقعات المنتظرة منه إلا بقدر ما سينالون منه من ويلات الحروب والاقتتال والتنازع المفرغ من أي معنى.

 

ليستت الوحدة (الصماء، المبهمة، بمفهومها المتعالي المجرد من أي معنى) فضيلة اخلاقية يجب تقديسها وتبجيل كل من يدعي التمسك بها، فما أكثر اللصوص والناهبين والقتلة والمجرمين الذين يدعون التمسك (بوحدة اليمن)، ومن الطبيعي ان الوحدة ليست شرا وليست سببا في الشرور التي عاناها اليمنيون، والجنوبيون على وجه الخصوص، وبالمقابل ليس الانفصال رذيلة يجب إدانتها، وهو قد لا يكون نعيما مطلقا للجنوب والجنوبيين، وبعبارات مختصرة ان الوحدة والانفصال خياران سياسيان لا علاقة لهما بالخير والشر والفضيلة والرذيلة والحق والباطل والإيمان والكفر، ومن هنا فإن قيمة اي من الخيارين تكمن في ما هية المصالح التي يقدمها للناس، وبغض النظر عما كان لمفردة الوحدة من جاذبية وبريق، فإنها وبعد تجربة عقدين ونصف من المرارات والإخفاقات والبؤس والحروب والضغائن قد فقدت كل جاذبية وكل بريق وصارت بالنسبة للجنوب والجنوبيين ( على الأقل) مرادفا للمعاناة والفقر والبطالة والخوف والمرض والفوضى والهمجية والسلب والنهب، كل ذلك قد لا يكون بسبب الوحدة نفسها لكن بسبب السلوك الذي جسده من تولوا قيادة دفة سفينة (الوحدة الزعومة).

 

اليوم وبعد ان رفض إخوتنا في صنعاء خيار الإقليمين وبعد أن تحولت مخرجات الحوار الوطني الأخرى إلى شعارات يرفعها كل من يرغب في تصفية الحسابات او في الابتزاز السياسي، لم يعد هناك من الرهانات ما يمكن انتظاره ليحقق حلم الدولة اليمنية الواحدة ولو بأدنى الشروط، ويغدو مطلب فك الارتباط راستعادة الدولة الجنوبية مشروعا وحقا لا يمكن إنكاره، فلا شراكة بدون رضى الطرفين ولا قيمة لشراكة يخسر فيها أحد الطرفين كل شيء ويكسب فيها( أدعياء) الطرف الآخر كل شيء، وأقول أدعياء لأن الكاسب لم يكن الشعب في الشمال، بل لصوص المال والثروات والأرض الذين أجهزوا على الشمال ثم انتقلوا لنهب الجنوب، حتى وإن لم يكونوا فقط من الشمال فلصوص الجنوب قد نالوا نصيبهم ولكنه نصيب المتسول الذي يحصل عليه من المتصدق.

 

فك الارتباط صار تحصيل حاصل وهو ما يبنغي اليوم قبل الغد وحصوله يتوقف على عوامل ذاتية وعوامل موضرعية، توفرت منها العوامل الموضوعية ويبقى على العامل الذاتي إنضاج نفسه وإلا سيصبح الغد متأخرا ومتأخرا جدا

 

ذلك ما سنتوقف عنده لاحقا

والله من وراء القصد

_______________________

* هذا الرأي هو موقف شخصي لصاحبه ولا يعبر بالضرورة عن الكيان السياسي الذي ينتمي إليه الكاتب

* صحيفة الربيع العربي