كهول بعقول صغيرة

2014-11-14 14:42

 

أن يكون أحدنا كبير في السن وصغير في العقل فهذه ليست نقيصة لكن أصحابها لا يكونوا مؤهلين لإدارة شأن عام أو تحمل مصير بلد وشعب، ولا يظنن أحد أن المصائب والمصاعب التي تعصف بالدول والشعوب ناتجة عن سؤ حظ أو قلة حيلة ولكنها ناتجة عن تصرفات كهول في السن وصغار في العقول من أولائك الذين يتركون جوهر الأشياء ويتعاطون مع قشورها.

الآخرون, في أصقاع الأرض، يمتلكون قدرات ذهنية مثل التي لدينا ومع ذلك صرنا أدنى درجة، في أحسن الأحوال إن لم نكن أقل من ذلك في أحيانا اخرى، ويرجع ذلك ببساطة شديدة، إلى أنهم يوظفون طاقاتهم الذهنية، الفردية والجمعية، لخدمة القضايا الإستراتيجية، المصيرية ، الجوهرية، سموها ما شئتم، في حين أن في مجتمعاتنا يمكن أن ترى جثث ضخمة ومؤهلات كبيرة تشغلنا بوقائع صغيرة وتترك مصير وطن وشعب في مهب الريح أوصلتها إليه عقول أقل من المعدل اللازم للتفكير السوي.

تغيرت التحالفات في اليمن وشهد سقوط مراكز وصعود مراكز أخرى وتحول الجنوب من عهدة علي صالح إلى عهدة حميد الأحمر وأخيرا إلى عهدة السيد عبدالملك الحوثي ونحن نراوح حول التشكيك في بعضنا والاتهام لبعضنا وصناعة مكونات واستنساخها لتقترب في العدد وتتساوي ودول العالم وننشغل بسفسطات يقودها أناس يفترض بهم عقلاء!!؟؟.

لم أسأل السيد عبدالرحمن علي الجفري حول واقعة العلم لأني كنت حاضرا في الساحة ولم أتلقط (الخبابير) لأكتب عن بعد، بعضهم قال رماه بيديه! والبعض الآخر قال داسه بقدميه! والبعض أضاف جمل كلاميه من خياله المريض وبعضهم تخلى عن الحصافة وادب الحديث وغيرها من الابتكارات التي لا يقبلها المنطق، وهذا يدل على ان من شحذوا السنتهم واطلقوا العنان لخيالاتهم لم يكونوا في ساحة الشرف والكرامة حين استقبلت قامة جنوبية بحجم الاستاذ عبدالرحمن الجفري، وقد لا يكونوا جزءا منها وانما يتسلقون عليها.

 

بظني أن هذا التفكير العقيم بحاجة إلى الشفقة، فهل يستطيع أحد أن يجيب على سؤال،، ما هو المكسب السياسي الذي يتحقق للقضية الجنوبية من العزف على وقائع لم تحدث أصلا، على الأقل كما صورها البعض، وهل مثل هذه النعرات تخدم وحدة الصف الجنوبي؟, هل يستطيع أحدهم أن يجيب بوضوح وبدون (فلسفة) وبيع كلام، أي كلام؟.

يبدو أن هناك من لم يرتفع إلى مستوى نضج الشارع الجنوبي وإلى مستوى اللحظة التاريخية، بما تحمله من (بشائر ومخاطر ودورنا في تقليل المخاطر)، حد تعبير الأستاذ عبدالرحمن الجفري، فالجنوب أمام تحديات تتمثل في وحدة الأداة والمشروع الذي يطمئن العالم على مصير الجنوب، والاستعداد للخطوة التالية، إن كانت استفتاء أو حماية مدننا من السقوط الى المجهول.

لا نتوقع أن تخلو الساحة الجنوبية من مثل هذه العاهات وثقافة الصراع التي أنتجتها، إلا أننا نثق أن شعبنا قد حدد هدفه في (تحرير أرضه وبناء دولته الديمقراطية الفيدرالية المستقلة استقلالا كاملا على كامل أرض الجنوب) وكفى.