المبادرة الأممية مرة أخرى

2016-11-02 07:46

 

من يقراء ويتابع التطورات او الإنفراجات في لبنان، يشعر ان هناك أنفراجات سوف تتواصل ،فقد تمس هباتها ، اليمن وسوريا وربما إيران .

ومن نافلة القول ان المملكة كانت المؤثر الأقوى في تدشين التراضيات وهي تراضيات شجاعة وغير متوقعة او مسبوقة في لبنان ، وذلك في قبول رئيس تيار المستقبل - سعد الحريري- ، ترشيح -ميشيل عون- لمنصب رئيس الجمهورية.

 

هناك عادة وفي كل مأزق تبرز حالة من التنبه الخلاّق ، في تجربة تتمثل، في- إختراق المألوف - .

وعن المبادرة الاممية ، فليست البنود هي التي تحدد نجاحاتها ولكن المناخات التي تلي الهدنات الطويلة .

لقد ضمنت هذه المبادرة بنود هامة، ومنها الإنسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل وتراجعات لقوات الانقلابين لمسافة 30 كيلو عن خطوط التماس مع الجار المملكة العربية السعودية .

 

تمثلوا بجمهورية - كولومبيا - فبعد 50 سنة من الحرب المهلكة والعدمية لم يتغير الطرفان فلم يهزم طرف وينتصر طرف آخر، لكن جبهة التحرير - فارك- ادركت انها ستحقق بعض المكاسب، تشجعها وتوفر لها مساحة من المشاركة في إدارة شؤون الوطن .

على ان مبادرة السلام في ذلك البلد لم تكن الاّ إختراقاً للواقع الرتيب ، الى عمل إستثنائي أبداعي خلاّق .

إذا تحولوا انصار الله من المقاومة واصبحوا ضمن الدولة فهنا تتغير الموازين . وتتغير السلوكيات والمواقف ، فهم هنا دولة وليس مجرد -جندرما-

فعندما تحول العاصي! إلى حارس مسجد فلن يستمر على عصيانه وطيشة.

على ان فسحة من الهـُدن و السلام تحقق او تفسح المجال للحوارات الحميمية! -ان صح التعبير- فتذكير ذو القربى ان الدماء التي سفحت غالية وعزيزة وان الحروب ليست سوى سلسلة من الذنوب والمعاصي والعدميات والطيش .

إن التقاربات تضمنها وتمهد لها - إستراحات المحاربين- وتجعل الناس في حالة تنبه للخلل العظيم والمصاب الجلل الذي حل بهم .

على أن مهمة دول الخليج العاجلة، في حالة تدشين السلام ، في ان تبادر لاحداث نقلة نوعية في التعامل مع اليمن من خلال مشروع مارشال لانتشال اليمن من هوانه وعذاباته وغبنه .

ومن الاهمية إعلان وعد قاطع ومزمن، في ادماج اليمن ضمن مجلس التعاون مستقبلا ، فهو رافد ويشكل العمق، لدول مجلس التعاون والخزان البشري .

لموا الأرض والأنسان من شتاته وإتقوا شررورهم بالإقتراب منهم ، فمن يسكن في بيتك لن يهدمه.

أن السلام يمنح فرص الحوار فلا تجعلوا اليمن يتعود ويدمن بل ويمتهن الحروب والمجاعات والتوحشات.

اليمن فاضي شغل ويا ويل المشغول من الفاضي

فاروق مفلحي