الحرب الثانية على الإرهاب .. تبدأ من اليمن !

قدر هذا البلد الممزق والمطحون بالحروب منذ ما يقارب النصف قرن أن يكون ساحة لحرب جديدة .

طرفان يشحن كلاهما ضد الآخر ، والشعب هو من يدفع الفاتورة لكلا الطرفين .

الولايات المتحدة والقاعدة ، وصفت الحروب الدائرة بينهما بالحرب بين توم وجيري التي لا يبدو أنها ستنتهي ، غير أن وتيرتها ارتفعت في الآونة الأخيرة وأصبح جلياً أن اليمن هي ساحة جديدة  للحرب على القاعدة بعد أن تم تدمير أفغانستان والعراق بنفس الحجة .

شهدت محافظة البيضاء ، شبوة ، وأبين معارك بين عناصر القاعدة وقوات أمريكية  ، نفذت فيها الأخيرة سلسلة من الغارات الجوية إلى جانب إنزال جنود في البيضاء قتل فيها جندي أمريكي إضافة إلى العشرات من مسلحي القاعدة وعدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وفي بيان للبنتاغون قال الكابتن جيف ديفيز، إن الغارات استهدفت قيادة التنظيم، إضافة إلى معدات وبنى تحتية تابعة له، وإن الضربات نسقت مع الحكومة الشرعية في اليمن وبإعلام الرئيس عبد ربه منصور هادي.  

معارك وضربات  

تواصلت الضربات الجوية الأمريكية على مواقع لتنظيم القاعدة لليوم الرابع على التوالي، بحسب مصادر أمنية وطبية أمس الأحد.

وصرّح مسؤولون في الجيش التابع للحكومة الشرعية إن مسلحي القاعدة شنوا هجوماً على نقطة تفتيش شمال بلدة شقرة بمحافظة أبين جنوبي البلاد أسفر عن مقتل خمسة جنود  وإصابة آخرين بجروح.

وأفادت المصادر نفسها بأن مسلحي القاعدة سيطروا على النقطة الواقعة أعلى تلة العرقوب في الطريق المؤدية إلى مدينة لودر ثانية أكبر مدن محافظة أبين.

وقالت مصادر محلية إن طائرات أمريكية بدون طيار شنت مجدداً غارات في ساعة مبكرة على مواقع يعتقد أنها تابعة لعناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء.

وأوضحت المصادر أن انفجارات عنيفة هزت مدينة رداع في البيضاء جراء تلك الغارات، كما طالت قرية يكلا ، التي كانت مسرحاً للإنزال في يناير / كانون الثاني  وقصفت مجدداً قرية جاعر في مديرية الصومعة بالمحافظة نفسها . وشنت الطائرات الأمريكية خمس غارات على مناطق يشبم والمحضرة والمسحاء في مديرية الصعيد بشبوة .

وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصادر قبلية أن تنظيم القاعدة أفرغ الكثير من المنازل التابعة لأعضائه في جميع المناطق الجبلية بشبوة والبيضاء بعد الضربات الأمريكية.

ويشكك " مراقبون "  حول شحنات الأسلحة التي يستولي عليها تنظيم القاعدة في اليمن، خاصة بمحافظتي أبين وشبوة ، حيث تقطع شاحنات كبيرة من السلاح مئات الكيلومترات دون حماية، ما يجعلها فريسة سهلة لعناصر تنظيم القاعدة .

و قال موقع ( إرم نيوز ) أن الكثيرين يتهمون حزب الإصلاح اليمني الجناح السياسي لجماعة الإخوان بدعم تنظيم القاعدة، خاصة أن الحزب تكّون عند نشأته في مطلع تسعينيات القرن الماضي من عدد من المجاهدين العائدين من أفغانستان  .   

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب  

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو تنظيم متطرف يتخذ من اليمن مقراً له. ظهر التنظيم إلى الوجود في بدايات تسعينيات القرن الماضي في أفغانستان  لمحاربة الوجود الغربي في شبه الجزيرة العربية ثم تطورت عملياته بعد ذلك لتشمل السلطة القائمة في كل من الرياض وصنعاء بعدما سعى البلدين إلى القضاء على التنظيم. توالى عدد من الشخصيات على قيادة التنظيم في السعودية وفي اليمن، وقد قتل بعضهم واستسلم أخرون، لكن ظهر بعد الاندماج قيادات جديدة على الساحة.

في 16 يونيو عين التنظيم قاسم الريمي زعيماً له، خلفاً لناصر الوحيشي الذي قتل بغارة لطائرة بدون طيار في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن .

*- شبوه برس – جولدن نيوز