إعادة إغلاق المنافذ

2017-11-06 08:52

 

*-(هذا الموضوع تلقاه "شبوه برس" مغرب يوم الأحد قبل صدور قرار التحالف باغلاق منافذ اليمن)

أصدرت دول التحالف أمس بيان بإعادة إغلاق المنافذ  البحرية لمنع تهريب الصواريخ الإيرانية من الوصول للحوثي  وهو قرار اذا تم بنفس الآليات التي تمت منذ انطلاق العاصفة فإنه لن يغير من الأمر شيئا .

 

فعالية حصار المنافذ لن تكون مجدية من البحر فقط لأن شريانات واوردة وصولها إلى الحوثي ممتدة ومحمية من بعض قوات الشرعوية الممتدة على طول الصحراء ومعالجة منع الصواريخ دون قطع تلك الأوردة والشرايين ليس إلا خسارة مال وجهد ووقت فعلى التحالف الاستفادة من القول الماثور " من جرب المجرب حلت به الندامة "

 

أن رموز رئيسية في نظام صنعاء خلال العقود الماضية ارتبطت بكل أشكال التجارة السوداء وارتبطت بالإرهاب وبكل قوى الشر المعلومة والمجهولة ومسألة الرقابة على المواني لن تأتي بجديد فالتهريب منظومة دولية ومحلية متكاملة لهما وسائل تسهيلها وحمايتها وطرقها...الخ وحصار المنافذ فقط لن يمنع التهريب .

 

اذا كانت دول التحالف جادة في مسألة الحصار ومنع تهريب الصواريخ فإن أول مايجب أن تقوم به إزاحة ألوية الشرعية من المنطقة الممتدة من المهرة إلى حضرموت وكسب ثقة مجاميع مهمة من سكان تلك المنطقة المناطق وتجنيدها لهذا الغرض والاسراع بتجنيد نخب من أبناء تلك المنطقة وإعادة تاهيلهم بمعزل عن طريقة التجنيد اليمنية التي تسهل الارتشاء وتدين للأفراد بالولاء ، هذه النخب  من أبناء المنطقة تسيطر على ملف التهريب والتخريب والارهاب .

 

أن قوات الشرعية المتواجدة في المنطقة الممتدة من المهرة إلى حضرموت  هي التي تؤمن ذلك التهريب فهو لن يطير في السماء حتى يصل للحوثي عند إفراغه في موانئ التهريب بل سيكون في استقباله مجاميع ليست عادية في التعامل مع الصواريخ، شبكة جهزت كل ضمانات نقلها برا إلى صنعاء بتامينها من المرور في كل النقاط العسكرية اما لفساد ذمم او نتيجة لانقطاع المرتبات أو لأن  قيادات ألوية  وأفراد من تلك الألوية مازالت عقيدتهم أما مع عفاش أو أنهم من ابناء تلك المناطق التي يدين سكانها بالولاء العقدي للحوثية فاخترقت عقيدتهم القتالية ، هذا لو افترضنا أن للجيش اليمني عقيدة وطنية كسائر الجيوش لأن حقيقة عقيدته هي الولاء لافراد ومتنفذين فيه ليس لوطن .

 

ان الخوف ليس في المنافذ الريئسية فقط فتلك ممكن السيطرة عليها ولو بشكل جزئي ، لكن التهريب يأتي من المرافئ الصغيرة التي لن يحيط بها التحالف والمنتشرة كالفطر على طول الساحل ، مرافئ تمت رعايتها وتاهيلها خلال فترة مابعد الوحدة لاستقبال كل أشكال التجارة السوداء التي يملكها كبار العسكريين والسياسيين في دولة صنعاء والتي تسير بحماية عسكرية يعرفها القاصي والداني على طرق برية حتي  وصولها لاصحاب الشأن

  اختصارا للجهد ولكي يحقق القرار اهدافه وغاياته فإن المشكل والحل ليس في ميناء الاستقبال فقط بل إن المهم قبل حصار المينا أن يضع التحالف آلية  لقطع الطرق التهريب التي تؤمن وصول الصواريخ إلى الحوثي . ولن تكون الا برفع الحماية العسكرية الشمالية لهذه الطرق التي تؤمنها حتى وصولها إلى صنعاء ورفع الحماية يعني ضرورة تسليم حماية الأرض لاهلها وغير ذلك فإنه استنزاف مال وجهد من التحالف لن يحقق شيئا

 

 

صالح علي الدويل