الربيع العربي وطائر اللقلق

2018-02-06 13:01

 

↩  طائر من فصيلة اللقلق  لا يتعب نفسه بفقس بيضه ، بل يبحث في اعشاش طيور أخرى فإذا وجد بيض يشبه بيضه يقوم برمي بيضة منها ويضع بيضه له محلها فتفقس قبل غيرها وبمجرد خروج الصوصي يقوم برمي بقية البيض ولا يبقي في العش ألا هو مستاثرا بالتريية والتغذية "

 

 

↩ أزمة الربيع العربي انه كان جماهيريا لم توازية  وتقوده وترشد خطابه  احزاب حاملة لمشروعه ، فأنظمة الاستبداد والفساد جففت كل جداول التنوع السياسي والحزبي وافسدت كل شيء وقدمت نفسها للعالم  :  اما انا أو الراديكالية الاسلامية والإخوانية ابرزها التي لم تترك لها الأنظمة حرية النمو في النور لطبيعة استبداد أنظمة العسكر او استبداد الأحزاب الشمولية التي لم تحقق في اوطانها مبدأ المواطنة  بل اعادت انتاج ولي الامر والرعية مع التخلي عن ضوابطها، ومن جانب آخر رافقها خلل بنيوي في حركة الاخوان فهي ايضا أكثر شمولية لاتقبل الآخر الا اذا كان من حوامل تمكينها،  فنبتت وازدهرت  هذه الحركة ، جراء القمع، بسرية تحت الارض وكونت لها مجتمعات موازية لمجتمعاتها واقتحمت الربيع العربي من دهاليز سريتها محملة بثار ضد الانظمة ومنظوماتها وعدم ثقة في الشعوب وأنها سيخذلها .

 

 

 ↩  تعامل الاخوان مع الربيع العربي كاثاث لخلفية مشروعهم وليس قيمة تغيير تتطلع لها الشعوب . فلم يستوعبوا تراكم ومتغيرات القرن الماضي في مسائل الهويات الوطنية ، وان العصر لم يعد عصر امبراطوريات ، والديمقراطية ومنظمات العمل المدني كقيم مستقلة بل كآليات وصول للحكم أو أنها منظمات رديف وحامل لمشروعهم ،  وكذا وما خلقته الدولة الوطنية من مصالح أصبحت من أولويات الشعوب فلم تستوعب اية جماعة من جماعات الإخوان المسلمين العرب ذلك  إلا النهضة التونسية التي انتجت لها رؤية محلية متصالحة مع مجتمعها ومؤسساته .

 اما التجربة الإخوانية في تركيا فهي تجربة وطنية قومية والإخوانية فيها ليست اصلا بل تاثيث لخلفيتها ولاستخدامها في الترويج لخيار مشروع العثمانيين الجدد  عربيا وكسب مواطيء قدم له في العالم العربي

" الرجل المريض"  في هذه الحرب الدولية على الإرهاب .

 

↩ إن أساس إجهاض المشاريع خلال القرن الماضي أن تلك المشاريع لم تتصد نخبها للاستبداد وإعادة إنتاجه وخلق منظومة حكم تحل فيها المنظومات بدل الاشخاص ولم تفصل السلطة عن الثروة فاستغلها العسكر واحزاب العسكر والاحزاب الشمولية فعاثوا فيها وافشلوها وتحولت التجربة الوطنية إلى استبداد عسكري أو شمولي مهيمن على مقدرات الدولة الوطنية وسخروها لدعم الاستبداد وظهرت تجارة السلطة والنفوذ وبدل من بناء الدولة الإنتاجية اتجهوا لتثبيت الدولة الريعية القائمة على السمسرة والفساد .

 

↩ الإخوان لم يكونوا أصحاب الربيع العربي ، بل كانوا القوة الأكثر تنظيما وأعلاما ومالا فدخلوا مشروع الربيع العربي وازاحوا كل مشاريعه  التي كانت شعبوية ولم تمتلك حوامل تنظيمية ومالية وإعلامية تنافس

 ما لدى الإخوان . وانطلقوا في مشروعهم بحيث

 لايحمل الربيع العربي إلا مشروعهم ومازالوا مصرين أنهم اصحاب الربيع علما انهم لم يقدموا نظرية للحكم تتجاوز الاستبداد واقصى ما قدموا نظرية خلعت عنه البدلة العسكرية واستبدلوها بمستبد يستقوي بالمنبر

↩ ثورة فبراير عانت نفس ازمة الربيع بشكل مركب فتجربة إخوان اليمن  مختلفة عن سائر تجارب الإخوان في العالم، فلم يكونوا معتقلي زنزانات كنظرائهم بل من جلاوذتها ومعذبيها  والدليل أن رئيسهم والكثير  من قياداتهم من كبار ضباط الأمن السياسي واغلظهم في القمع الأمني للقوى الحزبية الأخرى .

    اخوان اليمن كانوا جزءا من السلطة وقبيلتها واسلموا او غضوا الطرف عن  احكام قبلية تتضاد مع الشريعة  ،  كل ذلك يؤكد توأمة اخوان اليمن مع السلطة فلا يستقيم أن تثور السلطة على نفسها ، ومحاولة استحواذهم على ثورة فبراير هي محاولة أحد توأمي  السلطة في احتواء الثورة وليس جناح ثوري يملك وعي يتجدد ورؤية بناء مختلفة .

 

↩ فشل الإخوان لانهم اقتدوا بغريزية طائر اللقلاق مع ثورات الربيع العربي ففشلوا وافشلوها ، ويحاول أخوان اليمن تكرار الفشل بوضع بيض مشروعهم في عش التحالف وسيفشلون لأن التحالف لايريد فشلا لمشروعه فهو يعي :

 ان الشعوب ليست طيورا !!

 

صالح علي الدويل