اليوم 18مارس تمر علينا ذكرى عظيمة وهي ذكرة الشهيد البطل المغوار الشهيد رامي محفوظ البر الذي اغتيل برصاص قوات الاحتلال اليمني صبيحة يوم ال 18مارس يوم الاثنين عام 2013.
كفاح من أجل لقمة العيش:ــــ
رامي بامقيشم لم يتجاورز عمر الـ23 سنة، وأضطرته ظروفه الأسرية الصعبة إلى ترك الدراسة في المرحلة الموحدة ولم يستطيع أن يدرس المرحلة الثانوية..، وترك مقاعد الدراسة للكفاح في سبيل لقمة العيش..، في بلاد افتقرت فيها فرص العمل والعيش الكريم..، وأشتعل بعدة مهن كان أخرها عمله في معمل للطوب (البردين) صباحا بتريم، وفي وقت مابعد العصرية يعمل لدى أحد أقاربه بحمل السلع من المواد الغذائية إلى من مستودع قريب إلى دكان البيع.
رامي بامقيشم ثائراً سلمياً في الحراك الجنوبي:ـــ
تأثر الشاب رامي بامقيشم بما يجري وبما يشاهده ويسمع عنه كل يوم من طغيان وظلم ونهب وتهميش يجري في الجنوب فيما الشباب الجنوبيين يرزحون تحت طائلة الفقر والبطالة وقلة فرص التعليم وشظف العيش..، ووجد وطنه مسلوب وثروة حضرموت النفطية تنهب دون أن يستفيد أبناءها منها..، فأنابيب النفط تمر من تحت قدمه ولا يلمس أي فائدة تعود على حضرموت، فلا مشاريع تنموية ولامتسوى معيشي مقبول ولافرص عمل..، حتى شركات النفط التي تستخرج ثروات حضرموت تأتي بعمال من المحافظات الشمالية!!.
نشط الشهيد رامي البر بامقيشم في صفوف الحراك الجنوب وكان من أشد المتحمسين لأي فعالية تقام..، كان يترك عمله في أحايين كثيرة بالاشهر الأخيرة وهو في أشد الحاجة للمال القليل الذي يجمعه من عمله البسيط حتى لاتفوته المشاركة في أي فعالية ينظمها الحراك الجنوبي.
ازدادت المضايقات التي يتعرض لها رامي بامقيشم جراء نشاطه السلمي وحماسه الكبير في فعاليات قوى الحراك الجنوبي السلمي..، ونشر ناشطون من حزب الاصلاح على مواقع الفيسبوك على الانترنت حملة تحريضية وكالوا الأكاذيب على الشاب رامي بامقيشم الذي أزعجهم نشاطه وحماسة لقضية الجنوب..، وقد أبلغه بعض الأصدقاء أن هناك مراقبه له، وأن هناك ترصد أمني لاعتقاله..، غادر الشهيد رامي بامقيشم مدينته المحبوبة تريم إلى مدينة المكلا ومكث فيها نحو شهر..، فلم يستطع الابتعاد عن تريم وعاد إليها ولكن العيون الخبيثة كانت ترصده ولم يمضي اسابيع على عودته لتريم حتى كانت رصاصة الغدر تصيب قلبة مباشرة..، ولكن من أوكلوا الأمر للجندي بقتل الشهيد رامي بامقيشم لم يدركوا إنه نال شرف الشهادة والخلود الأبدي في سفر التاريخ، وسجل الثورة الانسانية، في حين سيلعنهم التاريخ وسيلقون جزاءهم عند القاهر الجبار مالك الملك الله سبحانه وتعالى.
أول شهيد في الحراك الجنوبي بمدينة تريم:ــــــ
ويعد رامي محفوظ عيظة البر بامقيشم أول شهيد للثورة الجنوبية يسقط في مدينة تريم، وبذلك فقد سجل أسمه بحروف من نور في هذه المدينة الدينية التاريخية التي نشر أبناءها الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وبفضل الله وجهد رجال تريم وعلمائها فقد دخل في الاسلام العدد الأكبر من المسلمين على وجه الأرض حيث يصل تعدد سكان دول شرق أسيا وأفريقيا الذين دخلوا الاسلام بفضل علماء ورجال ودعاة مدينة تريم المليارات من المسلمين الذين دخلوا الاسلام دون قتال ولكن تأثراً برجال تريم الذين عرفوا بالورع والأمانة والأخلاق العالية والعزة والتسامح والوسطية والاعتدال وبالاقتداء السليم بسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
تشييع لم تشهد له تريم مثيل من قبل:ــــــ
وقد شيعت مدينة تريم حضرموت شهيدها البطل رامي في يوم جمعة (22 مارس 2013م)، وخرج لتشييعها مئات الالاف من أبناء مدينة تريم ومن كل مناطق حضرموت والجنوب عامه ..، فلم تشهد تريم طوال تاريخها تشييعا بهذا الحجم ولم تشهد حضورا بهذا الحجم..، إنها كرامات الشهداء..، إنها كرامة الشهيد المغدور الشاب رامي البر بامقيشم.
أنطلق أهالي تريم يهللون ويكبرون والألم يعصر قلوبهم على الشاب رامي..، رامي بامقيشم الذي عرف بحبه للحياة وبخفة دمه وحبه للناس وانفتاحه على الحياة وبأمالة أحلامه الكبيرة..، سارت المواكب في مراسم التشييع "الشهيد حبيب الله..الشهيد حبيب الله..ورددت الجبال صدى صوت الحقيقة وصوت الحق"..، ورفعت صورة على كل الجدران وفي الكثير من صالات الاستقبال في ديار تريم"، وأطلق الأهالي أسم الشهدي رامي البر بامقيشم على شارع الستين بمنطقة عيديد "وأضحى شارع الشهيد رامي بامقيشم".
الرحمة والمغفرة لجميع شهدائنا الأبطال والشفاء العاجل لجرحانا والحريه للمعتقلين وأنها لثورة حتى النصر بإذن الله تعالى