فشلت المؤامرة وانتصر الجنوب!

2013-05-06 17:49

المؤامرة هذه المرة لم تأت موجهة لحزب أو جهة معينة , بل إنها مؤامرة على وطن وشعب بأكمله والنصر لم يرتبط بحزب أو شخص معين بل إنه انتصار للوطن الجنوبي وحراكه السلمي وهو انتصار للشعب الجنوبي على المؤامرة الكبرى المتمثلة في مؤتمر الحوار اليمني المنقوص والمشبوه.

 

لقد خطط المخططون  منذ البداية بطريقة  جهنمية لضرب الجنوب  وقضيته العادلة عن طريق بوابة مؤتمر حوار صنعاء , حيث سعى رعاة ذلك المؤتمر إلى جذب بعض الشخصيات من الجنوب للمشاركة في مؤتمرهم  ليتم  خداع الكثيرين منهم بالوحي لهم بأن قضيتهم العادلة ستكون على رأس أجندة ذلك المؤتمر واصفين إياها أي (القضية الجنوبية) بأنها المحورية والأساسية لأعمال ذلك المؤتمر.

 

زعم رعاة هذا المؤتمر أن تمثيل الجنوب سيكون بنسبة المناصفة بين الشمال والجنوب وأن الحوار سيكون ندياً بين الطرفين وأوهموا العالم والمجتمع الدولي بذلك , لكن حبل الكذب  قصير فسرعان ما بانت وانكشفت تلك النوايا الخفية لأهداف هذا المؤتمر والمتمثلة في محاولة  وأد القضية الجنوبية ومحاولة المؤتمرين طمس هوية الجنوب وجغرافيته المعروفة وذلك عن طريق تقديم مشروع الأقاليم المختلطة التي أرادوا من خلالها تثبيت وتعميق الوحدة الاندماجية المقدسة في نظر علماء الساسة والدين في صنعاء  والذين ينظٌرون ليل ونهار من أجل بقائها معمدة بالدم  تحت أي مسمى كان يحفظ لهم هذه الوحدة المغدورة

 

أراد مؤتمر حوار صنعاء أن يصور الحوار بصورة المناصفة  بين الشمال والجنوب وعلى العكس  تم تقسيم المؤتمرين إلى فرق وشيع في قاعات أشبه ما تكون بقاعات امتحانات لطلاب مدارس خصوصية ,  موزعين على تسع فرق كل فرقه  بما لديهم فرحين, وكلا من تلك الفرق التسع على شاكلتها تقع , وليس لدى هذه الفرق غير قراءة ما بين السطور و المصادقة المسبقة على مسودة مخرجات هذا المؤتمر الذي تم كتابة مخرجات قراراته قبل انعقاده !

 

اعتقد ساسة الشمال المخضرمين  في لعب الأكاذيب السياسية أن بمقدورهم تمرير هذه الأكذوبة على الجنوبيين المشاركين في ذلك المؤتمر لكن أملهم تحطم على صخرة الوعي الجنوبي بصحوة الكثير من أبناء الجنوب  المشاركين في هذا المؤتمر وعلى رأسهم الشيخ القيادي الجنوبي البارز/ أحمد بن فريد  الصريمة  الذي جاء قراره  الشجاع   بالانسحاب من مؤتمر الحوار اليمني   بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

 

لقد كان الشعب الجنوبي هو المدرك الأول لحجم مؤامرة حوار صنعاء المفرغ منه أصلاً , فحدد الشعب الجنوبي خياره في رفض هذا المؤتمر وخرج في تظاهرات مليونية عنوانها  (القرار قرارنا)  ليقول الشعب من خلالها كلمته  بصوت واحد بأنه إي ( شعب الجنوب ) هو صاحب القرار الأول والأخير في حق تقرير مصيره واستعادة دولته , ولقد دعا المتظاهرون في ساحات الحرية والاستقلال  في أكثر من مناسبة جنوبية إلى رفض هذا الحوار وعدم المشاركة فيه باعتباره يخص أطراف النزاع في صنعاء وليس للجنوب فيه ناقة ولاجمل , ولذا فقد انتصر الشعب في الجنوب وكشف حجم المؤامرات التي تريد تمزيق وحدة الصف الجنوبي مسبقا  ونادى الشعب الجنوبي مرات عديدة للمشاركين من الجنوبيين في  حوار صنعاء بالانسحاب من ذلك المؤتمر والوقوف مع شعب الجنوب في حقه المشروع  في الحرية والاستقلال .

 

والآن وقد وصلت رسالة شعب الجنوب إلى الكثيرين من الجنوبيين المشاركين في هذا المؤتمر وقرر من قرر منهم الانسحاب بعد أن ظهرت لهم خفايا وأسرار اللعبة السياسية التي تستهدف قضيتهم , فإن على من تبقى من المشاركين الجنوبيين أن يقرروا الانسحاب الجماعي فوراً وبدون تردد قبل أن تحق في حقهم لعنة الشعب والوطن.