الأحزاب ليست الحل....

2020-08-17 21:22

 

هناك من يتوقع ان الجنوب وبعد توقف الحرب، ان عليه ينهج بنظام التعددية الحزبية وذلك كضمان لعدم سيطرة فئة والإستئثار بالحكم .

 

وعن تصوري فأن الديمقراطيات تحتاج الى مراحل من الاستقرار ومن الوعي والتعليم والثقافة لتجعل الناخب يدرك اي وجهة يتجه واي حزب ينتمي اليه ويحمل عضويته.

 

تعالوا نحصي الدول التي تفاخر بالديمقراطية والتعددية بينما هي تغرق في مفاسدها وظلمها وظلماتها .

 

وهذه الدول كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر : نيجيريا ولبنان وباكستان وبنجلادش بل والعراق وهذه الجمهورية  تعتبر من اغنى دول العالم ولكنها بسبب الفساد والمحاصصات تهاوت وتردت، ولو انها عادت لنظامها الملكي لاقلعت صوب النجوم.

 

وهناك عشرات الدول تتشدق بالديمقراطية واذا حصحص الحق (قلبت لها ظهر المجن)

ففي اسبانيا نجح الاستفتاء في كتلونيا في الإنفصال ولكن قادة هذه المقاطعة وصموا بالخيانة وابعدوا وتعرضوا للمحاكمات .

 

عشرات الدول التي تحتال بالديمقراطية  وتزيف فتهيمن وتتحكم سواء في افريقيا او امريكا الوسطى او الشرق الاوسط.

 

في عهد الوحدة اليمنية اغرتنا الديمقراطية بشعاراتها وصناديقها واوراقها ومرشحيها . والحقيقة ان الاحزاب كانت تتمزق وتفرخ بغرض انهاكها وضعفها بل وهناك حزب رفض تسمية مرشحه للمنافسة في الانتخابات .

 

كما ان الرئيس صالح لم يفز بأي من هذه الانتخابات بعدد الاصوات الشرعية بل بحشد الناخبين الى صناديقه بل ان منافسه في احد الانتخابات كان المهندس  فيصل بن شملان  وكما يقال فقد حصد الاغلبية ولكن للحزب الحاكم سطوته وفبركاته.

 

هناك دول بدون احزاب ارتقت وشمخت وحققت اعظم المنجزات في تاريخها، بفضل نظام الحزب الواحد ومن هذه الدول العظيمة الصين الشعبية، فهي دولة الحزب الواحد ولكن هذا الحزب له منابره، وهو حزب نقي من الفساد او خيلاء وهيلمان السلطة ولا انكر في ان له سطوة وهيبة اسطورية ولكن كل هذا يهون امام ديمقراطية وتعددية تعمل على تمزق الصين وهوانها.

 

هناك ايضا فيتنام التي تنافس اليوم الصين في منتجاتها وصناعاتها وقطعت خلال ٤٠ سنة من تاريخها ما لم تقطعه خلال الفي سنة وهي دولة الحزب الواحد.

 

وعن دول الخليج فمن المملكة الى الامارات مرورا بقطر والبحرين وسلطنة عمان  والكويت، فلقد قطعت هذه الدول مشاوير ماراثونية في التنمية اهلتها لان تصبح حديث العالم . انتهجت هذه الدول نظام الشورى وجميعها تتمتع بحالة رخاء واستقرار وانسجام ملهم

 

على أن أمنية  الجنوب ان تنضم لسرب هذه الدول بل ولماذا لا تنضم اليه اليمن الشمالي وتعود الى نظامها الملكي الذي قالوا عنه الجمهوريون ما لم يقله مالك في الخمر .

 

هناك من يقول عن رخاء دول مجلس التعاون  في ان ذلك بسبب ما تتمتع  به من ثروات النفط السخية!  التي ساهمت في الرفاه والتطور في دول الخليج، لكن النفط موجود في نيجيريا والعراق وفي فينزولا وفي ايران وفي السودان وليبيا   فلم نرى اي نقلات نهضوية تجعلنا نقول ان النفط هو سبب التطور، حيث وان التطور بصدق هو بسبب الاستقرار  والمجالدات والشفافية .

 

دولة الجنوب سوف تواجه هذه التحديات وسترسم لنفسها هذا المستقبل وعليها ان ترتاح قليلا من ترف الديمقراطيات  والتعددات الحزبية فهذا المطلب ليس ملحاً اليوم .

 

على انني اتوقع ان تميل الكفة في الشمال لصالح اعلان (النظام الملكي) وهو الافضل للوطن من الانظمة الجمهورية النزقة، لهذا فسوف تتاح لنا فرص الإنضمام الى مجلس التعاون، واذا نجحنا في ذلك فسنكون قد حققنا اعظم منجز تنموي في التاريخ.

 

وقد يسال القارىء كيف ولماذا؟ والاجابة من امثلة اسوقها وهو انني قابلت مهندسين يعملون عمال بناء ! من بولندا  ورومانيا في كندا، واثناء حديثي معهم علمت ان البولنديون بل والرومانيون سيعودون الى اورباء من كندا وامريكا للعمل في المانيا والسويد والنرويج . هذه الفرص اتاحتها عضويتهم في الإتحاد الاوربي العظيم .

 

ترف الديمقراطية لم يحن وقته ولن نحتاجه لنتفاخر امام الغرب باننا نمنح حقوق الانسان.

بينما ان الانسان وفي دولة هي الاغنى في العالم  اي امريكا تحرم المواطن حق العلاج المجاني وهناك ٤٠ مليون لا يجدون فرص للعلاج بسبب عدم آهليتهم للحصول على التأمين الطبي.

كل ذلك لان مجلس النواب والشيوخ لم يصوت بالاجماع على احقية تمتعهم بهذه الخدمات، بل ان انتشار السلاح يفتك بالشعب الامريكي ومع هذا عجز المشرعون من تمرير قانون يمنع بيعه في الدكاكين حيث يباع كعلب الفاصوليا.

 

لا تخدعك الاحزاب فبعضها يرتهن لمصنعين وشركات باذخة الثراء وبعضها مثل احزاب لبنان فاسدة مارقة تسرق اللقمة من افواه الجياع، ولا تعاقبها الدول الكبرى بل تطرب لكل اخفاقاتها وتغدق عليها بالقروض حتى باتت لبنان مدانة باكثر من ٨٠ مليار دولار .

 

لكن علينا ان نسمح بحرية الصحف ووسائل الاعلام، اقول هذا لان الصحف ومحطات التلفزة قد تجاوزها الزمن ويمكن ان يمتلك شخص محطته التلفزيونية عبر النت ويصل الى عشرات الملايين من المشاهدين ودون ترخيص او رقيب وهذه الصحف  والمنصات انزه وافضل من الاحزاب.

 

العالم يتغير من حولنا وعلينا ان نبتكر وسائل تخصنا ومن واقعنا دون ان ننساق لنصائح الغرب الذي دمر لبنان والعراق وسرق كل ثروات افريقيا .

 

فاروق المفلحي