دول التحالف والجنوب...

2020-08-21 23:18

 

من يلوم من الجنوبيين موقف المملكة العربية السعودية والامارات فللانصاف، فهم حققوا الكثير على الارض واصبح لدينا مساحة ٣٣٣ الف  كيلو، بما فيها سقطرى كلها في يد ابناء الجنوب وهذه هي مساحة الجنوب قبل ٢١ مايو ١٩٩٠م

 

والحقيقة فانه لا يمكن ابدا تصور الاعباء المالية والتضحيات الجسيمة في الارواح، كل ذلك كان ماثلاً امامنا في الجنوب، وانتصر فيها الجنوبيون بدعم الامارات واسناد السعودية .

 

واعيد لكم احداث ومن واقع التاريخ الجنوبي  (وهذا يعرفه كل الجنوبيين)

 انه لولا بريطانيا لما استطاعت الجنوب السيطرة على  ارضها ومواقعها في العوالق وحضرموت والضالع ولحج بل وعدن،  بما في ذلك يافع الجبلية والعصية، فقد احتلها الامام  لفترات متعاقبة وفرض ضرائبه وزكواته الجائرة، اي خُمس الغلال والمواشي والبن ، كل ذلك لبيت مال المسلمين في صنعاء، واخضعنا الامام جميعا رغم شراسة مقاوماتنا وهباتنا  ورفضنا  وغضباتنا .

 

ورغم ثقتي بآل البيت وانهم لم يفسدو في الارض ولم يبنوا القصور، فالدولة كان لديها بيت مال المسلمين يعيل الارامل والايتام وينفق على العمال في المخاليف والجيش والامن والطرقات، الا ان الضرائب او الخراج والواجبات كانت تتم دون  تعاطف ودون وعي انساني بل وبكل صلف وجبروت.

 

كانت الضالع كمثال تحت قبضة عسكر الامام وكان عامل الضالع حينها القاضي محمد الشامي

وهو النهاي والآمر في الضالع.

 

 وكان الجيش الأمامي يخيف ويروع ويستفز ولم تندحر او تقهر  هذه القوات الا بتدخل بريطانيا وانسحاب القوات الإمامية  في اتفاقية رضخ لها الإمام مع ترضية في تسليمه كل ارض البيضاء  .

 

وازيدكم ان الامام يحيى اعتقل عشرات من اهلي وزج بهم في ارهب سجن في النادرة . بل ان عمي الشيخ المفلحي يحيى ناشر المفلحي طويت قيود الحديد الثقيلة على ساقيه وامًر بالمشي رغم شيخوخته ، راجلاً ومقيداً لعدة ايام من قرية شكع الى سجن النادرة  او ما يسمى ( بالزاجر).

 

هذه لمحة حقيقية، فجيش الامام  كان قادراً في تلك الايام على اكتساح الارض كاملة ولولا بريطانيا لكان اكتسح جنوب السعودية وغربها بدون اي متاعب.

 

والحقيقة ان التضحيات والشراسة هي تخصص زيدي بكل صدق وعن السنة فلديهم الصبر والثبات ولكن الغلبة للكثرة والصبر والمجالدات والخبرة المكتسبة .

 

وعن الجنوب فقد نسينا حرب ٢.١٥ م وكانها كانت تدور بيننا وبين قوات الشمال ! والحقيقة التي يجب ان نفهمها ونقدرها ونقيمها بوعي، هو ان الامارات والمملكة وبفضل الله ثم بفضلهم استطعنا هزيمة القوات الشمالية فهم كانوا معنا  باستطلاعاتهم وطيرانهم وذخيرتهم بل وببعض فرقهم العسكرية .

 

من يلوم المملكة انها عينت سفيرها ليخادع ويماطل وكذلك القائد العسكري العتيبي فهو غائب عن الصورة .

 

والحقيقة فهم يعملون بوتيرة عالية من الدقة في تحقيق( فك ارتباط الجنوب) ولكن الدور ملغز ومرهق ونجهله.

 

المملكة والامارات لهم مصالحهم وهذا حق لهم ولكن ان نتهم المملكة انها تتلاعب بمصير الجنوب فهذا سوء فهم .

 

صحيح ان عدن تعاني ولكن عناء عدن هو جزء من الارهاصات ، وعلينا ان نتوقع انفراجات قريبة وربما انسحاباً شاملاً لقوات الشرعية من كل الجنوب.

 

الايام القادمة حبلى بالمفاجاءآت والتطورات وسوف استطيع ان اقول ان الارض بيدنا  لاول مرة بعد ٣٠ سنة من ضياعها، ولن تضيع منا بعد اليوم ولو نفنى جميعاً.

؟ويقر بذلك انصار الله فهم يدركون ان الحرب مع الجنوب ليست رحلة صيد الى حقول البط ومهاجعها .

 

فاروق  المفلحي