دول التحالف فقدت بوصلتها في اليمن.

2021-09-06 04:27

 

خليفة غريفيث

بعث مبعوث الأمم المتحدة الجديد لليمن، هانس غروندبرغ، لدى توليه مهام منصبه، بعث برسالة إلى مواطني اليمن، كشف فيها عن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها .

 وتعهد المندوب الاممي السويدي غروندبرغ، الذي خلف مارتن غريفيث، في منصب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، في الرسالة المسجلة التي نشرها مكتبه، تعهد ببذل كل ما بوسعه للمساهمة في إحلال سلام دائم وعادل في اليمن ، والاستماع دائماً إلى أولويات اليمنيين والاسترشاد بتطلعاتهم". هذا ما نقلته حرفيا .

 

وعن المندوب السويدي فسمعة السويد الحسنة تسبقها في الوساطات في الحروب والخلافات عبر التاريخ ومنهم "داغ همرشولدط السياسي السويدي  الذي اغتيل في تحطم طائرته في أفريقيا.

 

وعن غروندبرج فقد عمل في اليمن حيث تم تعيينه سفيرا للاتحاد الأوروبي وقال يومها "إنه لشرف عظيم لي أن أساهم في تعزيز علاقات الاتحاد الأوروبي مع اليمن وشعبه. اذن يعرف عن هذا المندوب ويفهم نوازعنا وسلوكياتنا وصراعاتنا، واسباب الحرب ومآلاتها وهل نضجت جلود اليمنيين تحت وابل رصاصها وجحيمها؟.

 

وليس سرا فانني استطيع ان استشف ان كل مناديب الامم المتحدة يعملون على نقل تقارير دولية متقنة ، بعد تمحيص المعلومات وتدقيقها لترسم بها سياسات الدول وما سوف تطبقه من حبكات وتمريرات وخدع .

 

لهذا وان جاء مندوب، وغادنا آخر فلن يتحقق السلام او الوفاق الا اذا اتفقت الاطراف المتحاربة وهي دول التحالف وانصارالله. وتنازلوا لبعضهم وانصفوا الجنوب فقضيته ليست محل مساومة ولو استمرت الحرب حتى قيام الساعة. ولنعترف ان انصار الله ثبتوا على الارض بل واحكموا القبضة الحديدية !

 

الشيء الذي تغير في الحرب في اليمن هو غرابة صبر الناس مع هذه المصيبة الرهيبة وقبول الناس ببؤسهم وهوانهم وتشردهم وهذا للاسف ما لا يهم الشرعية وليس وارداً في ذهن دول التحالف وهذه فاجعة.

 

ومن المؤسف ان دول التحالف فقدت اليوم بوصلتها في اليمن. فما نشاهده في مأرب يبرز ان انصار الله قاب قوسين من اسقاط الموقع الاخير او ما يطلقون عليه (التفاحة المقدسة)

 

سنتريث ، فلن يعود بعد شهر المندوب السويدي بحل سريع لانه وان عاش قبل سنوات في اليمن وخبر حياتها وسلوك شعبها وساسته فلابد انه سوف يحتاج الى اشهر من العمل المضني لرفع توصياته بل وخططه   .

 

ومن البديهي ان كل اعمال مندوبي الامم هو ( رفع التوصيات ) اذن نحن ننتظر من الامم المتحدة وقبلها الدول الكبرى بماذا سوف تقرر عنا !  وطالما والامر كذلك!  فهل نقرر  نحن وبانفسنا  ونجرب الهدنات الطويلة فلقد  تجاوزت الحرب مراحل مخيفة ، وتغيرت فيها اليمن واصبحت لا تحتاج الى وساطات بل هدنة طويلة إنسانية  وبعدها نتفاوض ولن يفهم الاخرون  مشكلتنا اكثر من انفسنا .وكلمة اخيرة . فما احدثه انصار الله لن يتغير ، وما حققه المجلس الانتقالي لن يتم التفريط به .

 

فاروق المفلحي