من مظالم الوحدة.. تسريح أفضل جيش عربي

2021-10-26 15:07

 

عندما اعلنت الوحدة الإندماجية بين الجنوب والشمال في ذلك اليوم الشؤم ٢٢ من مايو ١٩٩٠م

تم طمس كل تاريخ الجنوب بجرة قلم .

 

فقدت الجنوب عاصمتها وعملتها وقانون الاحوال والاسرة والمؤسسات والشركات العامة وكذلك شركة طيران اليمدا المملوكة بكاملها . كما فقدت الجنوب  جيشها المنظم العالي الاحترافية والذي نقلت بعض فرقه ، عنوة الى صنعاء ثم تم تفكيكه وتسريحه بعيد حرب ٩٤م  كما الغيت محطة تلفزيون عدن واطلق عليها مسمى - اليمانية -

 

لكن الاشد إيلامًا وقهرا كان منع الجنوبيين من الابقاء على شركاتهم ومصانعهم ومؤسساتهم المملوكة للدولة ، والتي كانت توفر للناس فرص العمل وتجعل الناس يشعرون ان هناك مؤسسات ومصانع تنافس التجار الهوامير الذين كان يغيضهم قيام مصانع  منتجة تنافسهم في السعر والجودة .

 

من الغريب ان في الشمال كانت هناك  ولا زالت مصانع ملكية عامة ، ومنها مصنع النسيج ومصنع اسمنت عمران ومصنع اسمنت البرح في تعز ومصنع اسمنت باجل في الحديدة بل ومنجم استخراج الملح الصخري في الصليف ومخبز حكومي معروف .بل والمؤسسة الاقتصادية الاختبوطية التي استولت على الجمل بما حمل  ، وهناك بنك كاك الزراعي وبنك اليمن للانشاء والتعمير وجميعها ما ذكرته قطاع عام  .

 

وعودة الى الجنوب  فقد تم تعطيل الجمعيات الزراعية والمؤسسات الحكومية

ومنها مصنع البطاريات ومصنع الكبريت ومصنع الاحذية ومصانع   مصانع المواد الغذائية والبسكويت  ويقال ان اكثر من ٢٣٠ مصنع ومعمل تم وقفها عنوه ، بل وتم التعدي على موقع المملاح وكذلك تعطيل مصنع الجعة الذي كان يمكن تحويله الى مصنع جعة بدون كحول او عصائر  وتم تعطيل مصنع  اسماك التونة ذات الجودة العالمية .

 

وامتدت يد الاستحواذ الى فندق موفيمبيك في عدن والحوض الجاف لصيانة السفن وتم الغاء مطار عدن والسوق الحرة في المطار ، وتحول مطار عدن الى مطار محلي بائس ، بل وتم نهب ونقل الاثار الى صنعاء . ولو كان باستطاعة صنعاء نقل جبل شمسان لنقلته - ليسنب - بجوار جبل عيبان .

 

والمصيبة ان شركات حكومية جنوبية كانت قد اكتسبت خبرات عظيمة وتم الاجهاز عليها ، ومنها شركات ومخازن التبريد . ومؤسسة الإنشاءات ،  التي كانت تعتبر من افضل شركات الإنشاء في الوطن ، كما توقف محلج القطن  في الكود وتم الاستيلاء على مزارع الدولة في الجنوب ومنها مزارع ممتدة في ابين بل وتم بيع مزرعة الجنوب في الحبشة  .

 

 علمت ان هناك سفارات جنوبية تم بيعها  وسفارات شمالية تم شراءها ايام الامام احمد طيب الله ثراه ، وتم بيعها والاستيلاء على سفارات الجنوب  لتحل محلها مع انه كان يمكن جعل هذه السفارات  مقرات ضيافة للوفود الدبلوماسية اليمنية ، اسوة بالسودان التي اشترت مقرات ضيافة لها في الخارج بدلا من الانفاق البذخي في سكن الفنادق الخمسة نجوم لوفودها ومندوبيها .

 

وعن الوكالات التجارية فلم تتوفر فرص لتمكين الجنوبيين في الفوز باي توكيلات عالمية تجارية  ومنها وكالات السيارات بكل انواعها ، ووكالات الاجهزة المنزلية والتلفزيونات ووكالات شركات المعدات الثقيلة مثل كاتربلر  وكوماتسو  وفيات ، بل ان جميع الوكالات التجارية اصبحت ملك التجار من الشمال  في منطقة الجنوب ومنها  وكالات هاتف ابل وسامسونج ونوكيا .

 

بلغ الاستحواذ  والتهميش بل والتدمير ان تحول ميناء عدن العالمي  الى ميناء شبه مشلول .   قمتُ يوما  بزيارة الى المنطقة الحرة  في عدن فوجدتها عبارة عن ورش بائسة  وورش تشليح لسيارات خردة تجلب من الخارج ويعاد بيعها او تشليحها ولقد ذبح ميناء عدن ومن الوريد الى الوريد   .

 

وعن الاراضي في الجنوب  فحدث ولا حرج ، فقد نهبت  بالكيلومترات من لحج الى ابين الى خرز  ، وتوزعت على كبار التجار والمتنفذين ومنهم من استطاع ردم الشواطىء لتوسعة الارض التي منحت له في عدنِ .

 

قل ما تريد عن المظالم والاستحواذ والنهب والتعطيل بما فيه تسريح افضل الجيوش العربية وتسريح افضل الكفاءآت العسكرية وافضل طياري العالم العربي.

ولن اتحدث عن الاغتيالات فهذه قصة طويلة ومؤلمة بل وتشكل فاجعة .

 

هناك من يتحدث ويطلب حل دونِ ان تتقسم الاوطان ! والحل هو انشاء علاقات بين الشمال والجنوب ترقى على الوحدات

ومنها اعلان سوق مشتركة وشركات تنقيب مشتركة في المناطق الحدودية والاسترشاد وتطبيق اتفاقية وادي النيل بين مصر والسودان  في التنقل والصحة والتعليم فخدمة الشعبين اولى من وحدات متربصة .

 

فاروق المفلحي