المكلا تفرض تأشيرة دخول على أبناء الجنوب العربي

2022-02-14 07:40
المكلا تفرض تأشيرة دخول على أبناء الجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - المــكلا

 

الجنوب العربي وحدة لا تتجزأ

هذا هو باختصار موقف الأستاذ الأديب الشاعر والصحفي حسين محمد البار صاحب ورئيس تحرير صحيفة (الرائد) الأسبوعية التي أصدرها في المكلا في النصف الأول من ستينات القرن الماضي، واستمرت في الصدور قرابة أربع سنوات، وتحديداً منذ 17أكتوبر1960م، وهو يوم صدور عددها الأول، وحتى 27يوليو1964م الذي صدر فيه العدد رقم (181) ثم توقَّفَتْ بعده عن الصدور.

وتحت العنوان أعلاه (الجنوب العربي وحدة لا تتجزأ) كتب البار في العدد(138) يؤيد طلب مدير الهجرة والجوازات بإعفاء أبناء الجنوب العربي من التقيد بشكليات رخص الدخول (تأشيرة) إلى هذا الجزء من بلاد الجنوب..وانتقد الذين قرروا في مجلس الدولة القعيطي اعفاء طوائف معينة فقط، دون أن يشمل ذلك أبناء الجنوب العربي، وقال:"ومهما يكن من أمر فأن نظرة عابرة تؤكد أن وحدة الجنوب العربي، ووضع الحضارم في عدن وغيرها من مناطق هذا الجنوب، ومصلحة أبناء شعب حضرموت العربي وإرادة هذا الشعب في إشعار أشقائه بوحدة الدم ووحدة التاريخ ووحدة المصير ووحدة التراب.هذه الاعتبارات جميعها لم تخطر للذين اصدروا هذه القرارات العجيبة ببال... ونحن الذي يهمنا في الدرجة الأولى تأكيد وحدة المنطقة على المستوى الشعبي نستنكر هذا الاجراء ( ). وبالمثل اعترض الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف على هذا القرار، الذي يقضي بإقامة حواجز الهجرة ضد دخول إخواننا العدنيين وأهالي ولايات اتحاد الجنوب العربي إلى حضرموت، واعتبره من أغرب القرارات التي اتخذتها حكومة الدولة القعيطية فيما يسمحون لليهودي البريطاني أو الأمريكي..الخ( ).

ظلت وحدة الجنوب العربي هاجساً يشغل بال البار وغيره ممن تعرضوا لها على صفحات "الرائد"، ففي العدد (162) وتحت عنوان "وحدة هذا الجنوب العربي والآراء المؤيدة لسياسة الاستعمار لتفرقة أجزاء الجنوب" ورد أن "حضرموت جزء لا يتجزأ بأي حال من الأحوال عن هذا الجنوب العربي ، ومصير شعب حضرموت هو مصير شعب هذا الجنوب. وتقرير المصير كله بالنسبة لهذا الجنوب أمر هو من الأهمية بمكان. ولقد جاءت قرارات الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي (أي 1963) مؤيدة لحق هذا الشعب في استقلاله ووحدته وتقرير مصيره بنفسه تحت إشراف الأمم المتحدة. ومصير شعبنا في حضرموت لا ينفصل أبداً عن مصير بقية مناطق هذا الجنوب"( ).

ولتبسيط وجهة نظره وإيصالها للقارئ الذي يخاطبه أضاف الكاتب موضحاً:"نحن لا ننكر أن من ولد في حضرموت بالطبع يسمى حضرمياً أو أنه (يجب) أن يطلق على نفسه هذه التسمية، ولكنها بأي حال من الأحوال تسمية "جزئية"، وكذلك العدني الذي من عدن، والعولقي من العوالق واللحجي من لحج..الخ..الخ. مثلا في الجمهورية العربية المتحدة: القاهرة والاسكندرية والصعيد..و..و. ونسمع من يقول هناك أنا قاهري، أي من القاهرة، والثاني اسكندراني من الاسكندرية، والآخر صعيدي من الصعيد...ولكن كل تلك التسميات أو الشخصيات، تذوب كونهم كلهم مصريين عرباً. لا شك في هذا وكل واحد يقول في الخارج إذا سُئل، مصري عربي، ولا يقول أنا من القاهرة أو قاهري أو صعيدي أو اسكندراني.بل هذا أمر لا يختلف فيه اثنان. وهنا في هذا الجنوب نسمع من يقول أنا حضرمي، وآخر عدني..الخ. هذه الاسطوانة المشروخة المكررة. وكل يتمسك بشخصيته ولا يريد أن يقول أبداً: أنا عربي جنوبي. وكل يريد أن تستقل بلاده على حده، وكأنها ليست جزءاً من هذا الجنوب الواحد. الجنوب كله واحد. وابناء الجنوب كلهم ابناء وطن واحد. حضرموت وعدن ولحج والعوالق وبيحان والبقية كلها واحدة لا تتجزأ. لكن أعداء الشعب والاستعمار يريدونها متفرقة متنافرة ليستطيعوا تشديد قبضتهم على الشعب.واللعب بمقدراته. ونحن نريد لهذا الجنوب الاستقلال الكامل ونريد لقرارات هيئة الأمم المتحدة أن تُنفَّذ بالنص. نريد وحدة شعبية حرة. نريد شخصية جنوبية عربية خالصة"( ).

وإجمالاً اتضح لنا أن صحيفة "الرائد" تبنت نفس موقف حزب رابطة أبناء الجنوب العربي إزاء وحدة الجنوب العربي، وحرصت على نشر أخبار الرابطة وبياناتها وتغطية تحركاتها الداخلية والخارجية، وتوضيح مواقفها( ). وقد ارتبطت رئيس تحريرها الأستاذ البار بعلاقات حميمة ووثيقة مع قيادات الرابطة وفي مقدمتهم السيد محمد علي الجفري (رئيس الرابطة) والأستاذ شيخان عبدالله الحبشي (الأمين العام للرابطة) وآخرين، ولهذا برزت بصماتهم ورؤاهم المتقاربة، إن لم نقل المنسجمة، على مستوى الوحدة الحضرمية ووحدة الجنوب العربي في تلك المرحلة التي سبقت الاستقلال الوطني.

وتأسيساً على ما تقدم فقد نشر البار خبراً في الصفحة الأولى بعنوان "قضية الجنوب العربي في الأمم المتحدة للمرة الثانية"، حول رحلة الاستاذ شيخان عبدالله الحبشي الأمين العام للرابطة إلى نيويورك لعرض قضية الجنوب العربي في المنظمة الدولية وفي اللجنة المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار. وهذه هي المرة الثانية التي يعمل بها حزب الرابطة للخروج بقضية الجنوب العربي من المجال العربي والإقليمي إلى الصعيد الدولي...وتتلخص المطالب التي قدمها حزب الرابطة إلى الأمم المتحدة المطالب في الآتي:

(1) تعتبر الرابطة الجنوب العربي وحدة سياسية واجتماعية واقتصادية متكاملة وتعتبر أي عرض جزئي لقضية الجنوب جريمة تاريخية لا تغتفر.

(2) تطالب الرابطة بإزالة الوجود البريطاني عن المنطقة ووضعها تحت إشراف هيئة دولية محايدة تهيئة لاستفتاء شعبي يقرر فيما بعد شكل الحكم الذي يدير مرافق البلاد.

(3) تعتبر الرابطة الشعب العربي في الجنوب المسئول الأول والأخير عن تقرير مصيره وإليه وحده تعود مهمة تحديد شكل الحكم الذي يلائم آماله وأهدافه( ).

*- علي صالح الخلاقي