الإمارات تستبق زيارة جونسون: ملتزمون باتفاق أوبك+

2022-03-17 03:54
الإمارات تستبق زيارة جونسون: ملتزمون باتفاق أوبك+
شبوه برس - متابعات - أبوظبي

 

مهمة رئيس الوزراء البريطاني للحث على ضخ المزيد من النفط قد تفشل بسبب تمسك دول تحالف "أوبك بلاس" بعدم الخضوع للضغوط الغربية.

جونسون في مهمة معقدة بأبوظبي

أبوظبي - قال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" الأربعاء إن الإمارات ما زالت ملتزمة باتفاق أوبك بلاس، وذلك قبيل زيارة مزمعة في وقت لاحق، سيقوم بها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للإمارات والسعودية، في إطار جهود لتأمين المزيد من تدفقات النفط وزيادة الضغوط على روسيا التي شنت حربا ضد أوكرانيا.

 

ويرى مراقبون أن هذا التصريح من شأنه أن يعقّد مهمة رئيس الوزراء البريطاني أو ربما يفشلها، مثلما فشل قبله الرئيس الأميركي جو بايدن في الضغط على المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاج النفط.  

 

كما يعكس تمسك دول تحالف "أوبك بلاس" الذي يضم مجموعة الدول المصدرة ودولا خارجها، بقيادة الرياض وموسكو، بأنها لن تخضع للضغوط الغربية لزيادة الإنتاج.

 

وتشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعا كبيرا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير، ليلامس سعر البرميل الواحد الـ140 دولارا، ومن المرجح أن تتوسع الأزمة لاسيما بعد حظر الولايات المتحدة واردات النفط والغاز الروسيين.

 

وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك بلاس قالت الثلاثاء إن الطلب على النفط في 2022 يواجه تحديات من الهجوم الروسي على أوكرانيا وارتفاع التضخم وسط صعود أسعار الخام، مما يزيد احتمال خفض توقعاتها لطلب قوي هذا العام.

 

ويأتي هذا في الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا شأنها شأن معظم دول الغرب حالة من الهياج في أسعار الطاقة، ويحرص جونسون على تشجيع المنتجين على زيادة الإنتاج والحصول على إمدادات أخرى، لتقليل العبء على المستهلكين وخفض الاعتماد على الصادرات الروسية.

 

وسيلتقي جونسون في الإمارات ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ثم سيجري محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على أمل إقناعهما بالانضمام إلى التحالف ضد روسيا وبزيادة الإنتاج النفطي لبلديهما.

 

لكن زيارة جونسون للسعودية تثير جدلا كبيرا في بريطانيا، بسبب أداء المملكة في مجال حقوق الإنسان.

 

وقال متحدث باسم جونسون إن رئيس الوزراء البريطاني سيتناول قضايا حقوق الإنسان في السعودية، وهو ما يشمل إعدام 81 رجلا، لكن منتقدين يقولون إن لندن يجب ألا تلجأ إلى دولة نفذت أكبر عملية إعدام جماعي فيها منذ عقود.

 

وقال جونسون في بيان إن "الهجوم الوحشي وغير المبرر" على أوكرانيا ستكون له عواقب "تتجاوز حدود أوروبا"، مؤكدا أنه يريد بناء "تحالف دولي" لمواجهة هذا "الواقع الجديد". وأضاف أن "العالم يجب أن يُفطم عن النفط والغاز الروسي" لحرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عائدات النفط والغاز.

 

وتابع رئيس الوزراء المحافظ أن "السعودية والإمارات شريكان دوليان رئيسيان في هذا الجهد"، مؤكدا "سنعمل معهما لضمان الأمن الإقليمي ودعم جهود المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية على الأمد الطويل".

 

وكانت الدول الصناعية السبع الكبرى بما في ذلك المملكة المتحدة، دعت الخميس البلدان المنتجة للنفط والغاز إلى "زيادة شحناتها" لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.

 

وقالت رئاسة الحكومة البريطانية إن المناقشات ستتركز على "الجهود المبذولة لتحسين أمن الطاقة والحد من تقلب أسعار الطاقة والغذاء، التي تؤثر على الشركات والمستهلكين البريطانيين"، الذين يواجهون أساسا ارتفاعا في تكاليف المعيشة.

 

كما ستتناول المحادثات "الاستقرار الإقليمي" في الشرق الأوسط، حسب رئاسة الحكومة البريطانية.

 

وفي مواجهة انتقادات من المدافعين عن حقوق الإنسان لزيارته إلى السعودية، خصوصا بعد تنفيذ أحكام الإعدام في 81 شخصا السبت، قال المتحدث باسم جونسون إن بريطانيا "تعارض بشدة عقوبة الإعدام في كل الظروف وفي كل البلدان".

 

وأكد أن جونسون سيبحث في هذه الإعدامات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قائلا "نثير بشكل منهجي قضايا حقوق الإنسان مع دول أخرى بما في ذلك السعودية، وسنتطرق إلى إعدامات السبت مع الحكومة في الرياض".

 

وفي مقال نُشر الثلاثاء في صحيفة "ديلي تلغراف" دعا بوريس جونسون الدول الغربية إلى خفض اعتمادها على المحروقات الروسية، مؤكدا أن السماح لفلاديمير بوتين بـ"الإفلات" بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014 وزيادة الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين كان "خطأ فادحا".

 

وعبّر عن أسفه لأن بوتين "عندما أطلق أخيرا حربه الوحشية في أوكرانيا كان يعلم أن العالم سيجد صعوبة في معاقبته".

 

ويفترض أن يعرض جونسون استراتيجية الحكومة لأمن الطاقة في الأسابيع المقبلة، مع التركيز على الطاقة المتجددة والتنقيب عن المحروقات في بحر الشمال، ما سيساعد في تقليل تبعية المملكة المتحدة في قطاع الطاقة.

*- شبوة برس ـ العرب