لعناية القوى السياسية من أبناء اليمن الشقيق الممثلة في المجلس الرئاسي الجديد.

من وجهة نظري، فأنكم أمام فرصة تاريخية ماكان لها أن تكون، وعليكم اغتنامها فقط في البحث عن السلام ورفع كاهل المعاناة عن الشعب اليمني الذي طحنته الحرب.

السلام فقط لاغير، وبأي شكل من الأشكال ومهما كانت التضحية.

أما إذا تركتم هاجس الوحدة اليمنية والهاجس الجهوي وهاجس مقاومة طموحات الجنوبيين في استعادة دولتهم ،تلك الطموحات التي انبثقت منذ اليوم الأول لاتفاق الوحدة اليمنية في عام ١٩٩٠م ثم هاجس بلع الجنوب كشريك في الوحدة _ إذا جعلتم هذا الهاجس هدفاً لكم ؛ فستنحدرون إلى فشل سياسي وبشكل سريع ؛ سيسدل الستار عن آخر محاولة وآخر فرصة لاستعادة السلام في اليمن ، ولن يثني فشلكم هذا، إن ذهبتم إليه ، الجنوبيين من تحقيق مطلبهم ؛ لأن مطلب الجنوبيين في استعادة دولتهم قد شبع نضجاً واستحقاقاً في القناعات المحلية والإقليمية والدولية، وفيما اكتسبه الجنوبيون من مكاسب على الأرض ،عسكرية وسياسية ، وقوة كفيلة بأن ينتزعوا دولتهم بأيديهم، إذا ما أطلتم تماديكم وعدتم لديدنكم الجهوي الذي سيفضي لضياع الأمل في استعادة دولتكم شمالاً واستعادة السلام ورفع المعاناة عن شعبكم الصابر الذي أُنهكت قواه .

إنها الفرصة الأخيرة السانحة للتفكير في المصالحة الشمالية الشمالية أولاً ثم المصالحة مع الجنوب (كشعب شقيق وجار)، والمصالحة مع الإقليم.

بدر العرابي