نسائم السلام

2022-04-25 07:11

 

عشت كعادتي حالة تفاؤل مستدامة، في ان تتوقف الحرب بعد حين ويسود السلام ، فالحياة بدون سلام عبارة عن ايام بل دقائق من المعاناة والالم والحسرات. وهانحن اليوم نعيش هنيهات من السلام الخجول وربما المستدام فسيبقى الامل

اليوم تتواتر الانباء عن عودة قريبة للعلاقات السعودية مع ايران ، صحيح ان المشاورات كانت بطيئة ومضنية ، الا ان الحكمة سادت الحوارات ، فشكرا للعراق وما قامت به من دور عظيم في  تحقيق هذا المنجز التاريخي .

 

ومن نافلة القول ان  موثرات الحوار بين السعودية وايران ، ساهمت في دعوة مجلس التعاون لمشاورات يمنية- يمنية في الرياض ، وتشكيل مجلس الرئاسة ، وتقاعد الحرس القديم الذي عجز عن صنع اي منجز ما سوى منجز سعادتهم النفسية وتقلبهم على نعيم الراحة والدِّعة .

 

وعن الهدنة وهي كالبشرى ، فهي وان شابتها بعض الخروقات ، الا ان  الطيران والصواريخ  والمسيرات عادت الى ثكناتها لترتاح ، وسيطول ان شاء الله راحتها بعد ان اقلقت راحتنا بل وقضّت مضاجعنا .

والسؤال المؤرق هل ستصمد الهدنة التي اعلنت ؟  نعم ستصمد  ان شاء الله ،  فهناك اعتقاد ان الهدنة ستستمر وتتمدد وان كل الفرقاء  لن يوقظوا الحرب  وهي نائمة .

 

هناك توقعات بتطورات حوارية مع انصار الله حيث ووفود سلطنة عمان الشقيقة التي نأت بنفسها عن هذه المحرقة في زيارات مكوكية الى صنعاء وسوف تكشف لنا الايام القادمة بعض ملامح النجاحات والمنجزات .

 

لقد مرت  مياه غزيرة في نهر الوطن . واهمها تشكيل المجلس الرئاسي ومنجز الهدنة وكذلك الدعم المالي السخي  من كل من السعودية والامارات ، والذي سوف يخفف من عناءآت الناس وضيق عيشهم وهوانهم .

 

مرة اخرى وطالما وهناك هدنة ومحاورات وان طالت فهي تمثل الرشد والحصافة بل البشرى  . على ان الحرب اكسبت المتحاربين خبرة واسعة ، ولكنها خبرة لن يحتاج اليها اي طرف من الاطراف ، لانها تشبه خبرة النجاة من الصاعقة ، فلن تعود الصاعقة لتصيبك مرة اخرى .

 

هل سوف نشهد محادثات مع كل الاطراف واعني بذلك انصار الله ؟ نعم وبدونهم لا معنى للسلام ، ولا يستقيم الظل والعود اعوج  .  وفي توقع البعض ان حل الدولتين هو الحل المقنع والمرضي ، مع تسهيلات انتقال  وحدود مفتوحة ، وشراكات في مناطق محايدة . وبدون التراضي على تسويات وان كانت صعبة فسوف تبقى النيران تتاجج تحت الرماد .

 

على انني اذكر بجملة وردت في خطاب رئيس المجلس الرئاسي  الدكتور رشاد العليمي ، حيث نوه في خطابه امكانية  قبول اليمن مستقبلا في عضوية مجلس التعاون . والحقيقة فلم تفت الفرصة وتذكروا ان اوروبا تريثت في قبول اوكرانيا في عضوية الاتحاد الاوروبي فنتج عن ذلك الحاح اوكرانيا في قبولها كعضو في حلف الناتو، وتسببت هذه الرغبة الاوكرانية الخطرة بقلق روسيا الاتحادية، فنشبت الحرب الضروس وهي من اشد الحروب ضراوة وعبر التاريخ. فلا نجعل طائر اليمن يغرد خارج السرب لان هذا الطائر اصابته عدى التوحش والتربص.

 

ومحصلة التجربة من هذه الحرب التي استنزفت دول التحالف، هي ان الدول الكبرى تنصحك بالحرب، حتى وان ارهقتك هذ الحرب فان الدول الكبرى لا تعينك على وقفها. وهي مثل الدكتور اللئيم الذي تسره الامراض والجوائح.