إن لم يعد هؤلاء فالتوجس قائم؟

2022-05-15 17:58

 

قيام المجلس الرئاسي القيادي واستقراره بعدن حتى اللحظة وسط فرح استباقي عفوي دون التفكير في قراءة المشهد بشيء من الجدية والمنطق فدولة بسبعة رؤوس هي عملياً ترضية وتهدئة فكل نائب له توجهه على المستوى الجغرافي والمناطقي والفكري بل حتى الشخصي فضلاً عن عدم الخبرة في معترك الحياة السياسية تحديداً لدى البعض سوى الخلفية الإندفاعية وإفرازات لمراحل قريبة مضت بينهم السبعة وثامنهم الدكتور العليمي (الرئيس) فقبل 2011م كانوا إما بيادق للصراع داخل أحزابهم وتيارات متعددة أو أنهم ضمن تجاذبات جنوب وشمال ومعظمهم  وأن كانوا صغاراً في العمر لكن لعبوا أخطر الأدوار مابعد حرب 94م بصورة سلبية تجاه المحافظات الجنوبية والرئاسي السبع أولويته تحرير اليمن من الحوثي وهذا يعني أن تملأ نقاط التماس مع الطرف الحوثي والشمالي ومن معه بقوات ( يمنية) من الجنوب ووافق على ذلك المجلس الانتقالي الذي لم يعرض الأمر على هيئاته ومنها الجمعية الوطنية الجنوبية!

فما هي نقاط ومحاور الجبهات لأنطلاق التحرير واستعادة صنعاء أبرزها مأرب والتي لم تتقدم طيلة سبع سنوات ( فشبوة - البيضاء) فالضالع ولحج وأبين -( مكيراس إب- تعز ) ويعني هذا توحيد قوات الشرعية اليمنية إن كانوا شماليين أو جنوبيين مع القوات الجنوبية قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وإلا كيف سينفذون التحرير بالقوات الجنوبية؟!!

إذن هل ستصطدم الأطراف الرئاسية حول هذه النقطة المصيرية وهي أساس تنصيب ( الرئاسة ) أو سيترك الأمر لمدة عام المدة المقررة للرئاسي اليمني الانتقالي ليراوح مكانه بعدها سيكون الحديث عن الاتحاد اليمني الفيدرالي يضم كل الأطراف المتحاربة .. لايزال بعض الغموض في الوضع الراهن وتصريحات الرئاسة تتناقض والخدمات تتفاقم من سيء إلى أسوأ.. الرئاسة أو المجلس القيادي الرئاسي أو المجلس الرئاسي الانتقالي ومعه حكومته في عدن وعادوا ولكن الدول العشر أو الخمس الكبيرة بمجلس الأمن هل ستعود سفاراتها إلى عدن ؟!! أو على الأقل جزء من بعثاتها الدبلوماسية بأعداد قليلة وذلك لمراقبة الوضع عن كثب بعيداً عن تقارير الرئاسة السبعة .. تعود لانتشال الوضعية والمعاناة السيئة للمواطنين فهم الضامنون على اليمن وحل مشكلاته بموجب البند السابع الذي يطوقنا إن لم يكن ذلك معجل فأن الأوضاع تظل محلك سر وسيكون الرئاسي على غرار المثل الحضرمي ( كلٍ يحكم في مكلاه) فهو رئاسة محاصصة مثله مثل الحكومة حكومة المناصفة كما يغالط الإعلام والساسة بينما هي حكومة محاصصة سوف تضطرب الأمور إذا ظلت الأوضاع معلقة والخاسر الوحيد هو المواطن وسيظل أعلام كل الأطراف يخلق المزيد من التضليل والأوهام والمبررات لثقب المزيد من ذاكرة المواطن البائس وأن لم يعد الدبلوماسيين العرب والأجانب فالتوجس قائماً بانتظار المفاجأة .

# علوي بن سميط

10 مايو 2022