وما أدراك ما الكهرباء

2022-05-31 11:31

 

منذ قرابة ٣٠ سنة والجنوب تتجرع مرارات انقطاع الكهرباء، وكم صاحت الناس وناحت، ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

وعن المناطق الحارة في الشرق الاوسط

فمحافظة عدن هي من اشد المناطق حرارة ورطوبة وقد تبلغ فيها الحرارة ٥٠ ولكن وبسبب الرطوبة العالية التي تصل احيانا الى ٩٩٪؜ فهذا يزيد من عناء الناس بل عذاباتهم عند انقطاع الكهرباء، وعدن هي المدينة التي كانت تفخر انها اول مدينة في الجزيرة العربية ادخلت الكهرباء بل وشملت الكهرباء حينها مدينة جعار وزنجبار والحوطة.

 

تم تدشين خدمة الكهرباء في عدن في سنة ١٩٢٦ م في منطقة حجيف، وتوالت التوسعات في الكهرباء فشملت كل محافظة عدن. وكما قيل لنا فرغم ان اول محطة كهربائية في حجيف كانت بخارية الا ان الانقطاعات لم تكن تعرفها عدن بل ولا جعار او زنجبار او الحوطة في لحج.

 

ولقد كانت طموحات الجنوب هي في انارة كل المحافظات وذلك قبيل اعلان الوحدة المشؤومة، والتي تسببت في كل المعضلات والكوارث، ولادلل على ذلك فقد تجولت في منطقة قريبة من مديرية الحصن محافظة ابين، ورايت ابراج نقل الطاقة، وسالت عن هذه الابراج التي لم تتاثر بالصداء فهي معاملة بمادة (الجلفنة) فقيل لي ، ان شركة سوفيتية تولت تركيبها لايصال الطاقة الى كل مديريات ابين . لا زالت هذه الابراج صامدة ويمكن مشاهدتها وتحديدا تنتصب بالقرب من قرية اللكيدة حي لزبود مديرية الحصن.

 

وعن كهرباء عدن فقد تدهورت واصبح الانقطاع هو السائد وهذا يكلف الناس عناءآت لا طاقة لهم بها، لان عدن بدون كهرباء لا تُسكن ولا تنعاش، كما ان توقف خدمة الكهرباء يساهم في تدهور عام في الصحة وفي الخدمات وفي الدراسة بل وما تتلفه من اجهزة بسبب الانقطاعات.

وعن عودة انتظام خدمة الكهرباء فنحن نسمع التصريحات والوعود، وتستمر وتيرتها لسنوات ونسمع ضجيج الطحن ونرى الطحان ولا نرى الطحين!. 

 

وليس في الامر استحالة ابداً، فالكهرباء اليوم تُولد من الشمس، وبالامكان التعاقد مع شركة صينية او هندية لبناء حقول من الواح الطاقة الشمسية والتي بلغت الواحها مرحلة من التطور في استقطاب ضوء الشمس، فهناك الواح ذكية تولد الكهرباء رغم الغيوم ، وبدات كندا رغم غيومها نشر هذه الالواح على اسطح البيوت ، وبيع فائض انتاج الطاقة  من الواح السولار في البيوت بيع الفائض للكهرباء العمومية .

 

اما في سقطرى فان طواحين توليد الطاقة قد تعمل بدون توقف خصوصا اذا نشرت في البحر، فرياح سقطرى عاتية وتكفي وتفيض  الارخبيل لانتاج كهرباء نظيفة من طواحين الهواء التي تنصب في البحر وهي طاقة نظيفة وشبه مجانية وقصة الرياح في سقطرى معروفة للجميع علما ان شدة هبوب الرياح ليست حسنة ولهذا اهتدت شركات تصنيع الطواحين الى تركيب اجهزة تبطء حركاتها عن هبوب الرياح العاتية .

 

وعن دعم بناء محطة  توليد في عدن لانتاج ١٠٠٠ ميجاوات كمرحلة اولية فهناك فرصة لاعلان الاكتتاب الشعبي مع ربح سنوي مجزي للمكتتبين ، وهذا ما قامت به الحبشة فقد رات ان تتجنب طلب القروض لبناء  ( سد النهضة ) واتجهت الى الاكتتاب وجمعت ٥ مليار دولار وبنت اعظم سد ينتج الطاقة النظيفة بطاقة ٦٠٠٠ ميجا ، وربما يعتبر سد النهضة الذي بداء يولد الكهرباء يعتبر ثاني اعظم سد في العالم بعد سد الانهار العشرة في الصين .الحلول كثيرة ولنبداء ، كما يقولون بالمتاح ثم بالممكن لنحقق المستحيل .

 

اليوم صارت الكهرباء هي التي تشغل السيارات بدلا عن ملوثات الديزل والبنزين

وعن شحن السيارة بالكهرباء فقد اخبرني جاري انه وفر يوميا ٦٠ دولارا لانه اشترى سيارة كهربائية وتبين له ان شحن البطارية في بيته يكلفه يومياً  واحد دولار لا غير  يا بلاش .

 

على ان الشمس في الجنوب حارقة وسطوعها شبه يومي ، وهناك ما قامت به دولة الامارات العربية المتحدة فقد نشرت حقل عظيم من المرايات العاكسة لاشعة الشمس ، وبنت مرجلاً ضخما فينطلق البخار من  المرجل والذي لشدة دفعه قوته يقطع كالمنشار الخشبة .

 

هذا ما نطلق عليه المحطة البخارية الشمسية الصديقة للبيئة . والحلول كثيرة ومواتية ومتاحة جدا ولكن نحن نعيش حالة من العجز والكيد والتعمد في تعطيل الحياة في عدن. وانا اكتب هذا المقال تذكرت قول الخليفة عمر ابن الخطاب (ربي اني اشكو اليك جلد الفاجر وعجز الثقة)

 

فاروق المفلحي