اليمن سلام وتسويات

2022-08-01 23:53

 

اتابع مثل كل مواطن ملامح السلام التي ترسم في اليمن، بعد حرب احرقت الزرع والضرع ، ولقد تنبه الكثيرون  واشاروا الى ان تلك الحرب لن تنتهي حسب تصور دول التحالف ، لانها لم تكن خالية من الدسائس والمكر  من قبل دول كبرى .

 

اليوم يصل وفد الحوثي عائدا من سلطنة عمان برفقة الوفد العُماني ، وذلك بهدف تمديد وقف اطلاق النار وفتح طريق تعز بل وعودة الملاحة الى الموانى والمطارات وبحث ملامح تسوية قادمة .

 

هناك من يتوقع ان دول التحالف قررت البحث عن حلول ، بعد ان ادركت ان هناك من يعيد اشعال النار كلما هداء الحريق .

وعن خسائر هذه الحرب فهي فاجعية بكل معنى الكلمة وهي من اقسى الحروب التي مرت في المنطقة واشدها ضراوة وفتكا .

 

وعن الخسائر في الارواح فتقدر بما لا يقل عن ١٢٠ الف بينما يتضاعف هذا الرقم في عدد الجرحى ويزيد بشكل مخيف اذا ذكرنا عدد الذين شردتهم الحرب فهناك ١١ مليون تركوا بيوتهم وذكرياتهم ونزحوا الى مواقع آمنة ينتظرون الاعانات الاغاثية السحت التي تصلهم من المنظمات الاغاثية ومنها بعض اعانات غذائية سيئة الجودة بل ومنتهية الصلاحية .

 

في حديث حول ملامح السلام توقع البعض ان السلام سيتحقق ، وان الهدنة ستمدد بل ستصبح مستدامة . الشيء الذي رشح حتى الان عن مسارات الحوار ، هو ان انصار الله

يميلون الى قبول الحل السلمي بعد ان اصبحوا مع المجلس الانتقالي الارقام الصعبة في اي معادلة سلام .

 

وهناك استرخاء اقليمي ودولي ومحاولة اعادة الروح للوصول الى اتفاق مع ايران فلا زالت بقية حشاشة في مشاورات ( فينا )اي فيما  يتعلق بالاتفاق النووي ، على ان ايران اليوم قد خففت من لهجتها نحو دول الاقليم وهي تعيد النظر في مجمل علاقاتها مع الدول العربية بل ومع الدول الغربية بل ان المملكة احدثت ثورة في نهجها السياسي والاقتصادي وهناك مشاورات هادئة مع ايران بواساطات عراقية وعُمانية  .

 

نعود الى التوقعات في مسارات السلام ، فمن الاهمية ان نذكر ان امريكا اوضحت اهمية الحوار بين الشرعية وانصار الله للوصول الى تسوية ( لا تميت الذئب ولا يفنى الغنم ) والحقيقة فان ملامح الحلول هي انضمام الشرعية الى حكومة اتلاف في صنعاء ، وهذا يذكرنا باتفاقية حرض بين الجمهوريين والملكين .

 

وفيما يتعلق بالجنوب فان هناك توقعات بان يكون مقابل الاعتراف بانصار الله فالمجتمع الدولي يتوقع او يحرص على قبول اعلان الدولتين الجنوبية والشمالية  .

 

هناك من يستعجل ايجاد حل سريع  للحنوب وهذا في نظر البعض يمثل احراق للمراحل ، فهناك ملفات عصية وشروط واستحقاقات والتزامات تحتاج الى الوصول اليها  والاتفاق حولها ومنها اعادة سحب كل قوات الشرعية من الاراضي الجنوبية  واعادة الاعمار ودعم الاقتصاد المنهار وعلى الاخص دعم الريال الذي هو اليوم في غرفة العناية المركزة !

 

وعن المجلس الانتقالي ، فالجميع يلاحظ ان الانتقالي نأى بنفسه عن المشاركات فيما يتعلق بالتسوية والهدنة  مع انصار الله فليس له في هذه المشاورات والتسويات لا ناقة ولا جمل  لهذا فقد رفض حضور المؤتمرات والندوات الدولية التي تناقش القضية اليمنية وله اجندته فيما يتعلق بالحوار  الندي مع صنعاء  .

 

ونتوقع في المستقبل القريب ان نشهد لقاءآت مباشرة في قادم الايام بين قيادات الشرعية الشمالية،  بهدف رسم ملامح تسوية وانضمام قوات الشرعية الى القوات في صنعاء ، وليس بتسريحها مع ضمان دعم الرواتب . وتشمل التسوية كما يتوقع البعض حالة عفو عام مع اعلان مشروع مارشال لاعادة اعمار ما دمرته هذه الحرب .

 

الشيء الذي يبعث على الامل هو ان الحرب توقفت بقرارات شجاعة ، كما ان دول التحالف تراجع مجمل سياستها مع ايران ومع سوريا وتركيا ، وبعودة العلاقات الدبلوماسية قريبا بين الامارات وايران تكون المنطقة قد تاهبت لمواسم سلام مستدام .

 

وعن فاتورة هذه الحرب فالخسائر تبلغ ارقام فلكية وهناك من قدرها  بترليون دولار امريكي ، وهذه الخسائر  لو رصدت للسلام والتنمية لكانت قادرة على استنهاض العالم العربي والشرق الافريقي مع دمج تركيا وايران وباكستان في مشاريع استراتيجية توطد المصالح  والسلام مع هذه الدول ، والمصالح وليس سواها هي اساس السلام  والثقة والتعاون .

 

هل تَعلّم العالم العربي من هذه الفواجع ؟ والحقيقة ان مؤتمر القمة العربي القادم اذا لم يحدد ثوابت ، بمنع الحروب العربية تحت اي ذريعة فان تجاربه مع النكسات ستستمر . على ان العالم رغم حرب اوكرانيا وحروب الشرق الاوسط ، يتعلم ان فرص الحياة الكريمة والاستقرار والتنمية  تحتم احتواء الخلافات قبل اندلاعها . وهذا ما اتوقعه في قضية ( تايوان مع الصين )

على ان السلام  المستدام في المنطقة العربية لن يتحقق اذا لم نكسب ايران وتركيا وباكستان ونضمها الى السرب في تكتل اقتصادي فهذه الدول تهمنا فالجار قبل الدار .

 

وكلمة اخيرة ، فان اتفاق قيام دولتين جنوبية وشمالية سيكون هشا اذا لم تعلن اتفاقيات مشابهة لاتفاقية وادي النيل بين مصر والسودان . وهذه هي الوحدة الحقيقية المستدامة بين الشعبين وليس بين النظامين .

وعن الوحدة فكما نوه رجل الاعمال قاسم الحاصل حفظه الله فان الحديث عنها عبثي فالوحدة ماتت وحملناها على نعش من اعواد شجر الزقوم .ولا بواكي عليها .