هل انتهت الجمهورية اليمنية

2022-08-28 10:00

 

كان هذا سؤالاً تلقيته من صديق، والحقيقة فأن الجمهورية ومنذ يوم ٢٦ سبتمبر كانت تحاول ان تتماسك وتصمد ولكن وبعد انسحاب الجيش المصري، فقد مرت بانكسارات وواجهت حصارات ومنها حصار السبعين يوما لصنعاء، ولولا فرض التسوية من قبل الدول الكبرى والمملكة العربية السعودية لكانت عادت صنعاء الى عهدها الملكي.

 

وفي اجابتي عن السؤال اوضحت، ان ما يطلق عليه الثورة السبتمبرية لم تحقق اماني الشعب اليمني، بل ان قادتها خانوا الشعب وخانوا اعظم قادتها وهو ابراهيم الحمدي الذي كان يمثل الامل الحقيقي للامة.

على ان الجمهورية العربية اليمنية لم تنتصر في حروبها ومقاوماتها ضد قوات الملكية، والدليل على ذلك انهم وبعد كل هذه السنوات سلموا واستسلموا لثوار صعدة الملكيين.

 

وعن الجمهورية العربية اليمنية فهي وان حققت بعض المنجزات فهي كانت بمجملها منجزات تولى امرها المهاجرون من تجار ورجال اعمال . ولم تحقق الجمهورية العربية اليمنية ادنى معدلات رخاء ، ولولا رفد الخزينة بالعملات الصعبة عبر تحويلات المهاجرين لما استقرت العملة ، التي انهارت اليوم الى اسفل السافلين .

 

ومن مثالب الجمهورية انها همشت محافظة الحديدة وافقرتها بل استولت على كل اراضيها ، كما انها  خذلت محافظة تعز  وحولتها الى مدينة ثكلاء ، وتعز تمثل التجارة والثقافة وهي قلب اليمن النابض  .

 

ولقد كانت ولا زالت  الجمهورية اليمنية تنتظر الدعم الخارجي بما في ذلك دعم بناء سد مأرب ، الذي شيد بدعم سخي من قبل دولة الامارات العربية المتحدة وكذلك دعم الصين والاتحاد السوفيتي بل والسويد وهولندا في شق الطرقات وبناء المستشفيات ودعم المرأة والطفل   .

 

واذا قارنت منجزات سلطنة عُمان مع اليمن ، رغم محدودية سكان السلطنة  فان المقارنة تكشف المنجزات العظيمة التي حققتها السلطنة ، في التعليم والبنى التحتية والصناعة والمناطق الحرة  ، وفي الاعتماد على الذات ، حتى في احلك الظروف وفي الكوارث .

 

بينما اليمن نخرها الفساد والعوز والفوضى رغم  الاكتشافات النفطية والغازية ، حيث ان اليمن يملك مخزون مهم يبلغ ١٨ ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ، بشهادة خبير  من شركة توتال الفرنسية ، وما كشفته المسوحات فان اليمن دولة بترولية مهمة وربما وصل احتياطاتها الى ٢٥ مليار برميل . علما ان اليمن اكتشف النفط منذ ٣٠ سنة .  زد على ذلك ان اليمن يملك ثروة سمكية عظيمة وكذلك بعض المناجم وتحويلات المهاجرين ، كل ذلك واليمن يتخلف ويهان وتحت نير الفقر المدقع  .

على ان اليمن حصل  على دعم سخي  ومستدام من دول مجلس التعاون  وبلغت المساعدات الانسانية السعودية في فترة زمنية قصيرة ١٧ مليار دولار .

 

كانت الكويت تذكر ان اهم صرح علمي طبي لم يبنى في الكويت ، بل انه في صنعاء . ومن يزر كلية الطب في صنعاء يشهد الاغداق في البناء والجمال والتشجير علما ان كلية طب في صنعاء كانت تدعم من قبل الكويت رواتبا وصيانة وتحسينات

وكذلك مستشفى الكويت .

 

اليوم ذهبت الجمهورية ولا بواكي عليها وانحصرت في  صحارى مأرب ، تسفيها الرمال وتحرقها الشموس ، وتنتظر دعم دول التحالف ، ووضعها مع دول التحالف لا يرثى له ، فقادتها لا من عثمان ولا من قميصه .

 

قلت لصديقي لقد كان الحنين قويا وعميقا لروسيا ، للعودة الى عهد القياصرة ، وهاهي اليوم روسيا الاتحادية قيصرية الهوى والوجدان . وعلينا في الشمال والجنوب ان نفتش عن تاريخنا وعهودنا الخضراء في هذا الزمن الشديد الجفاف  ، وذلك بالعودة الى فكرة دولة الجنوب العربي والمملكة المتوكلية اليمنية . هذا يقربنا ، بل ويمهد الطريق للدولتين للانضمام الى مجلس التعاون .

فمن شذ شدّ في النار .