مروحة إحتمالات أخطرها تسوية تُقدم فيها رأس القضية الجنوبية

2023-03-24 00:53
مروحة إحتمالات أخطرها تسوية تُقدم فيها رأس القضية الجنوبية
شبوه برس - خـاص - عــدن

إنفراجة في الأروقة الدبلوماسية وضراوة قتال في الميدان ، وأفق مفتوح على كل الإحتمالات ، هذا هو ملخص الوضع في اليمن.

مناورات عسكرية حوثية لإستعراض القوة ومحاولة فرض واقع جديد من خلال التوغل جنوباً ، ومد ألسنة اللهب صوب مناطق إنتاج وموانئ تصدير النفط والغاز ، في ظل صمت إقليمي دولي يشبه الضوء الاخضر ، والموافقة على طرح معطيات جديدة تكرس الحوثي لحكم البلاد ، مع قليل من المشاركة للأطراف الأخرى ، لدواعي إضفاء صفة التمثيل الشكلي والشراكة الهزيلة.

مواقف الرياض آخذة بالإنكشاف لجهة شكل دولة مابعد التسوية ، دولة لا تنقسم على إثنين وتحافظ على الخارطة الواحدة ، في ما بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون يوم أمس الأول في الرياض ، أعلن صراحة الإلتزام بحل سياسي يستند على المرجعيات الثلاث ، وينطلق من ثابت غير قابل للتفاوض حددوه صراحة بوحدة الأراضي اليمنية.

سؤال الجنوب

هنا يبرز سؤال القضية الجنوبية وتزايد الإعتقاد بأن أبرز داعميها الإماراتيين ، هم في طور إعادة صياغة جديدة لسياستهم في اليمن ، لا تكسر الإجماع الخليجي ، ولا تتمرد على الدولة الإقليمية الأكبر خليجياً السعودية ، وأن مصالحها محققة مع أو من دون دعم الإنتقالي، والخيار الأخير اقل كلفة وأكثر تصالحاً مع الرياض.

عودة رئيس الإنتقالي وتلميحاته بعدم مغادرة الجنوب ، وتمسكه بعدن عاصمة أبدية يفتح على ملمح تصعيد لم تتحدد سقوفه ، والمدى الذي يمكن أن يذهب إليه في السياسة وعلى مستوى المواجهات المسلحة ، وتهديد الجوار بخلق كيانات جنوبية عسكرية سياسية ، تضعف تمثيل الإنتقالي وتقدم نفسها بصورة الأكثر تساوقاً مع مشاريع التسوية.

موسكو تطرق الأبواب

الإتجاه شرقاً محاولة للهروب من أسوأ الإحتمالات القادمة ، إضعاف الإنتقالي حد تجفيف منابع الدعم ، صحيح أن الإنتقالي ليس دولة كي يعقد تحالفاً ندياً مع دولة عظمى ، ولكن سبق لروسيا أن دعمت لحسابات تخص مصالحها ، كيانات ماقبل الدولة -شرق ليبيا نموذجاً -، مع فارق الأرجحية للتقارب مع الجنوب بإعتباره كان دولة مستقلة معترف بها وممثلة في الهيئات والمنظمات الدولية ، حتى وقت قريب إضافة للعلاقات السياسية التاريخية بين موسكو وعدن.

روسيا تبحث عن التمدد في المنطقة سبق وأن قدمت عروضاً مغرية للسودان ،وتحت الضغط الإمريكي على الخرطوم وفي اللحظة الأخيرة تم إجهاض بناء قاعدة عسكرية في بورتسودان ، الآن تتجه لبناء قاعدة في إرتيريا، وفي هذا السياق ليس هناك من موقع اكثر جاذبية وإستجابة للرؤية الروسية من عدن ، وإطلالة الجنوب على اهم وأخطر الممرات الدولية وعلى تماس مع مناطق إنتاج النفط وفي معقل النفوذ التقليدي الإمريكي الغربي في المنطقة.

نحن أمام مروحة إحتمالات أخطرها تمرير تسوية تُقدم فيها رأس القضية الجنوبية ثمناً للتوافق الإيراني السعودية حتى وإن إستدعى الأمر إطلاق يد الحوثي وعدم دعم جبهات الجنوب سلاحاً وإعاشة ، وعزلها عن سائر جبهات الشمال ، وهو مايفتح الباب على مصراعيه لدخول قوة أُخرى على خط الحرب والدبلوماسية ، وهي روسيا الإتحادية ، بحثاً عن إنتاج حالة من التوازن الإستراتيجي مع الغرب ، ويستفيد بهذا القدر أو ذاك من هوامش هذا الصراع ، الطرف الحامل لمشروع الجنوب دولة مستقلة.

بالنسبة لدول الخليج بما فيهم الإمارات قُضي أمر الجنوب ، حيث لا فك للإرتباط ، ولا ملامح لحل أكثر عدالة ومعقولية ، وإن أي مقاربة لهذا الملف لن تتخطى المرجعيات الثلاث، ويبقى تطورات الداخل الجنوبي هو من سيمرر مثل هكذا حل مشوه في حالة الضعف ، أو هو في حالة القوة من سيقلب الطاولة.

*- خالد سلمان من صفحة الكاتب على فيسبوك