مياه عدن تحت نيران مدفعية الشرعية

2024-04-23 16:26

 

لم يعد للسياسة أي معنى أو طعم، سواء لدى الكاتب الذي تعجز قريحته عن الكتابة،أم لدى القاريء الذي يرى في المواضيع السياسية مجرد ترف خارج أساس اهتماماته ومعاناته.

كيف للمشاهد أو القاريء أو المستمع أن يشاهد أو يقرأ أو يسمع في أجواء مظلمة كئيبة خانقة وحزينة؟!

لقد أتخذ القرار ، قرار التعذيب والعقاب الجماعي منذ سنوات خلت لمقايضة الخدمات والمرتبات بالسياسة،لمقايضة الحياة بالموت...وبصورة أوضح قالوا" أما أن نحكمكم وننهب ثرواتكم...واما أن نقتلكم"، وامام احتجاجات الجنوبيين ومطالبتهم بفك الإرتباط قالوا في صنعاء  "أما الوحدة واما القاعدة".

أتذكر ونحن في أوج نار صيف عدن أثناء حرب ١٩٩٤م تصريح عبد القادر باجمال بأن مياه الشرب في عدن قد أصبحت تحت نيران "مدفعية الشرعية".

حينها اتصل بي نائب الرئيس عبدالرحمن الجفري بصفتي الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الجنوبية طالبا مني الرد على تصريحات "العاق باجمال".

رديت على باجمال، لكني كنت أدرك أن الرد اللفظي لايقدم ولا يؤخر، وأن الرد العملي هو الدفاع عن الأرض والعرض.

أي شرعية هذه التي تساوم أهل الأرض بالماء والكهرباء مقابل الاستعباد والاحتلال.

 

ما أشبه الليلة بالبارحة.

وبين شرعية عفاش وشرعيه هادي وشرعيه العليمي...تظل الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة: "لا خدمات إلا بعد التخلي عن الانفصال" ، لا أمان ولا استقرار ولا حياة لعدن إلا بعد العودة الى صنعاء.

مع إنهم يعلمون علم اليقين أنهم لن يعودون أو بالاصح لا يريدون العودة الى صنعاء، بل يريدون أن تظل عدن حبيسة لصنعاء...وعدن وكل الجنوب قد اتخذوا قرارها، لن تعود إلى صنعاء لأن "المؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتان".

بعد تسع سنوات من الحرب والمعاناة...كل الجهود المخلصة لإصلاح أو تحسين الخدمات يتم عرقلتها أو تخريبها في مهدها.

مللنا ومللتم انتم من السياسية، رغم اننا ندرك حق الإدراك أن أيادي الفساد في عدن تعبت بحياة الناس وفقا لأجندات سياسية معادية للحياة وللانسانية. فهل الحل هو الاستسلام؟

لابد أن نكتب ونصرخ ونعمل لأن السكوت علامة الرضى.

مواجهة حرب الخدمات الآن لا تقل أهمية عن حرب الدفاع عن الأرض والعرض.