المؤامرة الكبرى في الوطن العربي

2024-12-09 13:50

 

نظرة عامة في أوضاع العالم العربي على ضوء المؤشرات الدالة على تورط المخابرات الأمريكية فيما يحصل. 

لم تكن أمريكا والغرب يوما ما بعيدين عن كل منغصات العرب منذ رحيل الاستعمار الذي اتضح انه لم يرحل. ولو كشفت الملفات السرية للمخابرات الأمريكية (الغربية) لوجدنا أن ما مر به العالم العربي من أزمات وحروب كان مخطط له ومدبر من قبل هذه المخابرات منذ ماقبل الحرب الإيرانية العراقية في سبتمبر 1980.

 

دخلت العراق في حرب مع إيران الخميني بإيعاز من الإدارة الأمريكية ومخابراتها وراقبت احداثها وقدمت الدعم للعراق عبر اطراف أخرى اقليمية من أجل خلق بؤرة صراع إيراني عربي طويل الأمد وهو ما حصل بالفعل.

بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وخروج العراق بنشوة النصر (الناقص) حدثت الأزمة بين العراق والكويت أدت إلى غزو عراقي واحتلال للكويت ولا نستبعد أن المخابرات الأمريكية لها يد فيها خاصة وانه نقل آنذاك ان سفيرة الولايات المتحدة في بغداد التقت صدام حسين وابلغته بأن أمريكا لن تتدخل إذا اجتاحت العراق الكويت وضمته اليها!!!.

احتل العراق الكويت ووجدت أمريكا ذريعة للتدخل وتحرير الكويت واحتلال العراق وحل الجيش العراقي (المنتصر في حرب إيران) واعدمت صدام حسين وسلمت العراق لإيران. 

 

هذه الأحداث لم تكن للصدفة فيها مكان بل انها عمل استخباري منظم للمخابرات الأمريكية ضمن مخطط واسع يشمل الوطن العربي من الخليج الى المحيط.

وفي فترة احتلال العراق نادت الولايات المتحدة ب (الشرق الأوسط الجديد) وبدأت في اعداد المرحلة الثانية من المخطط عبر ما اسمته (الربيع العربي)! تلك المؤامرة الكبرى التي مزقت العرب تحت شعار (نشر الديمقراطية) مستعينة ببعض الأنظمة العربية التابعة لها.

 

كان نصيب اليمن منها (ثورة توكل كرمان النوبلية) التي اشترتها لها دولة قطر!!! ودعمت الفوضى في البلاد وأودت بها إلى الهاوية.

 مصر نالت حصتها من المخطط واسقطت حسني مبارك وسلمت السلطة للإخوان المسلمين وباركت أمريكا حكمهم ليس حبا ولكنه جزء من المؤامرة كما قالت (هيلاري كلنتون) في مذكراتها عندما طلبت من (محمد مرسي) السماح لداعش بإقامة دولة في سيناء (او كما قالت).

 

في ليبيا تدخلت اطراف أوربية وعربية عسكريا للإطاحة بالقذافي وتنفيذ الجزء الخاص من المخطط في ليبيا.. وقامت الاستخبارات الامريكية بدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا للاطاحة بالنظام السوري وهو ماحدث بالأمس القريب.

 

في السودان اوعزت أمريكا لعملائها بالإنتفاضة ضد الحكومة السودانية وقدمت الدعم العسكري (للدعم السريع) وأشعلت حربا اهلية لا زالت مستمرة ولازال الدعم الاستخباري الأمريكي يشرف عليها ويرسم لها الطريق الذي سيودي بالسودان إلى الهاوية.

كل هذا لو كشفت الملفات السرية لل CIA لأكتشفنا حجم المؤامرة القذرة لتفتيت الوطن العربي خدمة للمصالح والمطامع الصهيونية.

 

بعد انهيار حكم (بشار الأسد) وهروبه قبل يومين قامت (تركيا) بإرسال ارتال عسكرية كبيرة للتوغل في عمق سوريا بذريعة الحفاظ على الحدود والمصالح التركية!!.

جنوبا قامت إسرائيل بالسيطرة على المنطقة العازلة مع سوريا واحتلت (جبل الشيخ) القريب من دمشق ولا زالت تتوغل في محافظة القنيطرة من اجل (حماية المستوطنين في الجولان) كما تدعي.

 

الى هنا لم ينتهي المخطط بل لا زال فيه بقية قد تكون هي الأخطر منها التصفية العرقية والإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل لسكان غزة تمهيدا لإعادة احتلالها وضم الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية.. وقد يكون لمصر ودول الخليج نصيب الأسد من ما تبقى من المخطط لا نعلم لكن المخطط كبير ولن يستثني أحد .. امريكا رسمت خارطة جديدة للمنطقة ولابد من تطبيقها على ارض الواقع ولن تستثني صديق ولا عدو ولن يسلم اي قطر عربي من هذا المخطط الجهنمي.

 

عبدالله سعيد القروة

9 ديسمبر 2024