جاء إعتراض حزب الرشاد السلفي اليمني متأخرا بشأن رأيه عن مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي يشارك فيه السلفيون بتمثيل يفوق محافظات الجنوب ولم يمض على إعلان حزب الرشاد قرابة العامين " مع وجود أحزاب أكبر وأكثر عراقة في ساحة العمل السياسي" لم تعطى معشار ما أخذه حزب الرشاد السلفي وهم في عقائدهم "الخاصة الباطنة" يحرمون العمل الحزبي والانتخابات وتشريعات البرلمان ورقابته على سلطات الحكومة .
في بيان تلاه اليوم الأربعاء /محمد موسى العامري رئيس حزب الرشاد السلفي أستنكر تمثيلهم العددي في الحوار قائلاً :- (( تمثيلنا غير عادل إلا أننا وافقنا في حزب الرشاد لتغليب المصلحة ونفاجأ باختطاف قرارات الحوار الى سراديب بعض القوى السياسية وهو تشكيل لجنة مصغرة بشأن القضية الجنوبية الذي يعتبر إلتفاف على مؤتمر الحوار كما أقصي حزب الرشاد عن تعمد في هذه اللجنة )).
وكان حزب الرشاد طيلة ما يسمى بأعمال وجلسات الحوار يطرح بشدة قضية الوحدة اليمنية ويطالب ببقاء الدولة اليمنية موحدة ويبث أعلامه وخطباءه ودعاته بأنه لا يوجد هناك شيء أسمه جنوب أو قضية أو مظالم جنوبية , وأن المحافظات اليمنية الجنوبية الست يمنية تأريخياً وادارياً ويقطنها يمنيون وأن الوحدة اليمنية أنقذت أبناء الجنوب من الجوع ومن "الإنحلال" بحسب تصريحات وأحاديث قيادات الحزب السلفي في صحف يمنية .
وعقب بيان حزب الرشاد السلفي حول مؤتمر الحوار وخصوصاً قضية الجنوب علّق قيادات جنوبية في أحاديث لـ شبوة برس- تتلخص في :
كان الأجدر بقيادات حزب الرشاد أن يتحدثوا عما يجري في الجنوب من انتهاكات واعتقالات وتهميش وطمس الهوية وقتل أبناء الجنوب .
كان عليهم أن يتذكروا ويستنكروا أن أول أيام حوارهم قتل الشاب " رامي محفوظ البر" في حضرموت واصابات في عدن لعدد من الشباب الجنوبي وأثناء حوارهم قتل شابين من عدن في صنعاء برصاص موكب شيخ عضو تيار سلامي وبلغ عدد قتلى الجنوب في اطار تصفية الكادر الجنوبي و "إلصاق التهمة بالقاعدة" من متقاعدين عسكريين وأمنيين أثناء حوارهم أكثر من (70) عسكري وكادر جنوبي .
كان على حزب الرشاد السلفي أن يستنكر تبرأة حزب الاصح والقيادي فيه صلاح باتيس وزميل الحميقاني في التوجه وفي الحوار بتبرأة قاتل الشهيد " رامي البر" برصاص الكتبة الثانية في السويري بتريم وقائدها متعهد القتل العقيد فتحي الضبي .
وكان حري بحزب الرشاد السلفي أن يدين ضربات الطيران الأمريكي على شبوه وحضرموت وأبين وحتى مأرب لا أن يصمت بل ويتمادى بإرسال دعاته الى مساجد الجنوب للتحريض على العنف وبث الكراهية للإيقاع بشباب الجنوب والزج بهم باسم الدين في قضايا لا ناقة لهم فيها ولا جمل للجنوبين وإرسالهم الى مهالك الجهاد .
أما أن يصرخ قيادات الحزب اليوم لأنهم أقصوا من لجنة قضية الجنوب المصغرة فذلك دليل على تحالف القوى التقليدية الشمالية ضد الجنوب .
ومع هذا فأن أبناء الجنوب بشكل عام لا يعترفون أطلاقاً بهذا الحوار أو لجانه كبرت أم صغرت ونصيحة لحزب الرشاد وجمعياته ومؤسساته وقياداته إلا يتدخلوا في شؤون الجنوب وبث الفتنه بين أبناءه وأن يكفوا عن فتاوى التكفير المباشرة وغير المباشرة تجاه الحركة السليمة الجنوبية وعليهم تقدير المواقف وألا يخلطوا الدعوة والدين بالسياسة فهم حديثي عهد بلعبة الديمقراطية والسياسة.
فرموز هذا الحزب منذ 94م وبعد مشاركتهم الحرب على الجنوب لا هم لهم إلا الاستحواذ على أراضي الجنوب وثرواته والتعبئة الدينية والمذهبية على دول الجوار .
وهم اليوم يطلقون التصريحات والخطب الرنانة معتقدين بذلك أنهم رقم مؤثر وأنهم من أقطاب حركة الأسلام السياسي إلا أنهم يتخبطون , فأحياناً هم ظل لحزب الاصلاح وصناعة مخابراتية وأخرى يلهثون خلف ملذات الدنيا والسعي نحو كرسي الحكم .
* خاص لـ ‘‘ شبوة برس ‘‘