توحيد الصف الجنوبي… ضرورة لا تحتمل التأجيل

2025-12-05 08:53

 

أصبحت معظم محافظات الجنوب اليوم مستقرة تحت إدارة أبنائها فيما تبقى مساحة محدودة لا تزال تنتظر عودتها الطبيعية إلى حضن الجنوب، في مشهد يكتمل يومًا بعد يوم ويقترب من الصورة التي ينشدها الجميع.

 

الرسالة التي ينبغي التأكيد عليها في هذه المرحلة الحساسة واضحة تمامًا: الجنوب بحاجة إلى اصطفاف حقيقي وإلى توحيد الكلمة وإلى تعاون جاد بين كل القوى الفاعلة وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي. 

فالمكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية ليست قليلة والحفاظ عليها مسؤولية جماعية لا يجوز التهاون بها أو السماح لأي طرف بالعبث بها.

 

ومن الضروري أن يبادر المجلس الانتقالي إلى دعوة كل المكونات الجنوبية إلى طاولة حوار صريح ومسؤول، يضم الجميع دون استثناء. حوار يزيل الحواجز النفسية ويضع حدًا للتشنجات، ويؤسس لمرحلة جديدة من التفاهمات التي تعزز الأمن والاستقرار. 

فالجنوب لن يكون قويًا إلا بأبنائه كافة، ولن يتقدم خطوة واحدة إذا بقيت الجدران التي صنعتها خلافات الماضي قائمة.

 

إن الإسراع في فتح باب التشاور بين مختلف شرائح المجتمع الجنوبي يمثل الضمانة الأقوى لعبور المرحلة الحالية نحو واقع آمن ومستقر، يمهّد للانتقال إلى المهمة الأهم: إعادة البناء وإنصاف كل من تضرر أو أُقصي خلال السنوات الماضية.

 

كما أن الباب ينبغي أن يُفتح على مصراعيه أمام الإخوة الجنوبيين في الخارج للعودة والمشاركة في بناء وطن يتسع للجميع، وطن خالٍ من المناطقية والحساسيات التي زرعت الشقاق وشتتت الصف.

 

لقد مرّ الجنوب بمحطات مؤلمة ومكلفة، فرّقت أبناءه وأضعفت حضوره وقوته. واليوم ما عاد هناك متسع لمزيد من الصراعات. اللحظة الراهنة تتطلب التسامح، وإغلاق الملفات السوداء وفتح صفحة جديدة بروح واحدة وعزيمة مشتركة.

 

ولنتجه جميعًا نحو البناء والعمل ونشجع أبناءنا على العلم؛ فهو السلاح الذي تنهض به الأمم والطريق الذي سننافس به العالم ونرفع من خلاله اسم بلادنا عاليًا.

 

المرحلة المقبلة تحتاج إرادة صلبة وموقفًا صادقًا وعملًا جادًا… وقد آن أوان البداية الفعلية.

 

#محمد_عبدالله_المارم_القميشي